28 يونيو 2007

باي باي بلير!!

بسبب الامتحانات المُضرة بالصحة - كما هو معلوم بالضرورة - (والتي انتهت أمس بأقل الخسائر الممكنة؛ فقدان ذاكرة مزمن، وانخفاض في مستوى الذكاء)، نمت نومة أهل الكهف وانقطعت تماماً عن أخبار العالم، فحتى لو احتلت كوبا أمريكا وسحل فيدل كاسترو التكساسي السعران في الشوارع، ما كنت لأعرف!

لهذا السبب (وله وحده) لم أعرف بأن السيد الموقر بلير قد انقلع إلى اللجنة الرباعية، وترك رئاسة الوزراء البريطانية إلى غير رجعة، إلا اليوم!

"إلى حيث ألقت أم قشعم!" كان يجب أن أقول، لكن ما العمل؟ وقد انطبق علي قول المتنبي:

خُلقت ألوفاً لو رحلت إلى الصبا/ لفارقت شيبي موجع القلب باكياً

توني ذي الابتسامة العريضة والأذنين الكبيرتين كان رئيس الوزراء مُذ كُنت في التاسعة من عمري، أي أنني قد تعودت عليه، وقد أفتقده بذات المنطق الذي يجعل الإنسان يفتقد أفعى اعتاد فحيحها المرعب في بيته زمناً طويلاً جداً، رغم أنه يتمنى زوالها من حياته.

توني بلير مُجرم وقح مثل التكساسي السعران، ولا زال بدني يقشعر عندما أفكر في الحركة الرمزية المُهيبة التي قام بها المُعارضون لسياسته في العراق عندما وضعوا أحذية أطفال عند باب مسكنه لتذكيره بأنه قاتل أطفال. الحركة التي ستقضي على أعصاب أي شخص أقل وقاحة من بلير. لكن بلير ظهر مبتسماً على شاشات التلفزة ولسان حاله يقول: "يا جبل ما يهزك ريح" (!) وأرسل تصريحات غرامية إلى التكساسي السعران مفادها: "ما يهزك ريح يا مركب هوانا، طول ما نحنا على بحرك مشينا." (!)

قيل (والعهدة على غوغل الإخبارية، التي نقلت عن الأنوار اللبنانية عن الصن البريطانية، مسنداً إلى جريدتي الحقائق والوطن) أن التكساسي السعران صرح بأن الولد توني ليس كلبه المدلل كما جاء في مُعلقة جورج مايكل أطلق الرصاص على الكلب - Shoot the Dog، أو ورد من المأثور: "يقول بوش لبلير اقفز، فيسأل بلير: لأي ارتفاع يا سيدي؟" بل الحقيقة أن التكساسي السعران وتوني البودل كلبان يقفزان معاً. الأمر الذي ذكرني بقول أحد أعضاء فريق محور الشر الكوميدي أنه يرغب في تقديم رسالة شكر إلى بوش لإنعاشه عمل الكوميديين بمزيد من النكات. فالتكساسي السعران يُصرح بأنه هو الآخر كلب، يُمارس القفز مع صديقه توني للحصول على أكبر قدر ممكن من العظام. وهو تصريح لم يحلم أي كوميدي بأن يطلع رئيس به على الإطلاق!

قيل والعهدة على الإسناد السابق، أن التكساسي السعران طلب من صاحبه توني البودل أن يبقى معه حتى يتقاعد الاثنان معاً، لكن البودل رفض ذلك بسبب اهتراء أسنانه، فما كان من التكساسي الشهم الأصيل إلا أن أرسل صديقه إلى اللجنة الرباعية لينهش لحم العرب الطري الذي لن يُزعج أسنانه، ويمارس هوايته الأثيرة في التصريحات الوقحة المراوغة حيث أن أسلوبه في النباح أكثر أناقة من أسلوب التكساسي. وقد كُنت أحسب توني البودل ذكياً مثل زميله السابق الولد بيلي الذي تحول إلى آلة لجمع المال من المحاضرات بعد خروجه من البيت الأزرق. لكنه آثر الإصغاء إلى زميله في النٌباح، وترك المحاضرات لأنها عمل النواعم. والتفرغ لقتل مزيد من الأطفال، العمل الذي صار أكثر أماناً بسبب خروجه من عشرة داوننغ ستريت، وفقدان مناوئيه القدرة على وضع أحذية الأطفال عند باب مسكنه.

باي باي B-Lair!

نراك في اللجنة!..

هناك 4 تعليقات:

  1. بمجرد رؤية تعليقك عند عاشور عرفت أنني سأكتشف اكتشافا مذهلا
    مدونتك بالنسبة لي اكتشاف مذهل
    شكرا على لغة قوية وأفكار طازجة

    ردحذف
  2. سمعت ان بلير هيعمل فيلم بطولة بعد ما يسيب الحكومة

    ردحذف
  3. خرجت من هذا المقال بعيداً عن بلير بتعبير التكساسي السعران
    تعبير التصق بذهني تماما
    أحييك عليه بشدة

    ردحذف
  4. أحمد الشمسي..
    مدونتك -أيضاً- اكتشاف رائع بالنسبة لي..
    شكراً على عزف منفرد جميل..
    ***
    Rodrigo
    I do not speak Spanish, but thank you, any way, for commenting.
    ***
    بني آدم مع وقف التنفيذ
    اللجنة الرباعية فيلم من إخراج كوندوليزا رايس، وإنتاج المحافظين الجدد..
    من بطولة: توني بلير، التكساسي السعران، خافيير سولانا، ومجموعة من نجوم الشاشة الإسرائيلية، مع أعداد من الكومبارس العرب..
    ***
    أحمد مختار عاشور
    مرحباً بك مجدداً في مدونتي..
    تعبير التكساسي السعران - بعيداً عن بلير- لا يخصني، بل يخص والدي..
    تحياتي لك..
    وشكري الجزيل لجميع المعلقين..

    ردحذف