قبل أسابيع، عرضت قناة الجزيرة الفضائية برنامجاً وثائقياً من إعداد وإخراج هويدا طه عنوانه "عقدة الخواجة"، يبحث في مظاهر "عقدة الخواجة" العربية، خصوصاً في مصر - مع أن الرسوم الكارتونية المصاحبة كانت تُظهِر شخصية خليجية. استضاف هذا البرنامج مجموعة من المثقفين العرب، وقابل مجموعة من الشباب المختلفين في الشوارع. بُنية البرنامج الفيلمية جيدة، لكن مادته تائهة، أو هكذا شعرت. فالبرنامج يرصد مظاهر مما يُسميه (الثقافة الغربية)، ومقابلها مشاهدٌ تُصَوِرُ (الثقافة العربية). لكن معظم ما يُصوره على أنه "عقدة خواجة" لا علاقة له إطلاقاً بِها، فالتجمعات الشبابية والموسيقى الغربية ليست إلا من مظاهر التأثر الشبابية المعتادة المُرشحة لأن تكون كلاسيكيات بعد عشرين عاماً من الآن - مايكل جاكسون كان قمة (الهيافة) في الثمانينيات والتسعينيات، واليوم صار من الكلاسيكيات، مثله مثل البوني إم وحركات التحرر والهيبيز. والجينز والملابس الغربية ليست من مظاهر "عقدة الخواجة" لأنها ملابس عالمية، ولأن (المنظرين) للمسألة كانوا جميعاً من لابسي البنطلونات (الغربية) - ما يجعلهم مُصابين بعقدة الخواجة وفق تصنيف البرنامج.
من بين المتحدثين، ركز البرنامج على اثنين: المفكر جلال أمين، والكاتبة ميسون صقر الذين شنّا هجوماً كبيراً على كُل ما وصفاه بتمثل الخواجة في ثقافتنا، مع أنهما يرتديان الملابس الغربية، ويستخدمان المناهج الغربية. هُناك حالة من عدم الاتساق بين المظهر والمخبر سببها محاولة البحث عن عقدة الخواجة في المكان الذي لا تُوجد فيه. وفرض تصورٍ مشوهٍ عنها، وفي النهاية، يتساءل المرء: ما (العربي) حقاً؟
في القرن التاسع عشر، طُرح السؤال في ألمانيا: ما الألماني حقاً؟ وأدى ذلك إلى صعود النزعة الشوفينية القومية "ألمانيا فوق الجميع" و"الوطن الأب"، والرايخين الثاني والثالث، والحربين العالميتين الأولى والثانية. وأعقب ذلك وقوع ألمانيا في دائرة الذنب الألماني الذي يستهلك ألمانيا مُنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وتقسيمها، ونفور أوروبا منها، والفجوة الهائلة في تاريخ ألمانيا التي تعجز - حتى الآن - عن التصالح مع ماضيها النازي. وطرح سؤال "ما العربي" اليوم قد يؤدي بالعرب إلى مصير مشابه، لكنه خيارٌ أفضل من التيه الذي يتخبط فيه الجميع وهم يُلقون بالاتهامات في كُل جهة: "الشباب مُصابٌ بعقدة الخواجة"، "المثقفون مصابون بعقدة الخواجة"، "الحكومات مُصابة بعقدة الخواجة". وأدلتهم على ذلك واهية، ويطعن فيها أن الاتهام بالإصابة بالعقدة يُمكن أن يوجه لهم هم.
لذلك، يغدو السؤال الفكري "ما العربي؟" ضرورياً لوضع الأمور في سياقها، فنحن إذا عرفنا ما هو عربي، وما ليس عربياً، استطعنا بذلك أن نعرف من المصاب بعقدة الخواجة، ولماذا أُصيب بها، وكيف يُمكنه أن يُشفى بإذن الله - بوصفها مرضاً.
في القرن الثامن عشر كان الشرق موضة في أوروبا، واستمر الشرق في الذهن الأوروبي مصدراً للنفائس حتى أوائل القرن العشرين. كانت السيدات يتباهين بملابسهن الشرقية، والأعمال الفنية تعرض ثياباً عربية، أو مقتنياتٍ ترتبط بالشرق - مما يدل على أن التأثير الثقافي ينتقل في الاتجاهين. وإذا كُنا قد استوردنا الهامبورغر والكوكا كولا من الغرب - الولايات المتحدة تحديداً - فإننا قد صدرنا إليهم الفلافل والتبولة بالمقابل.
الملابس والأغاني ليست مُشكلة حقيقية بقدر المشكلة التي تُمثلها عُقدة الخواجة الخفية الضاربة في جذور الفكر العربي المُعاصر. يُقرُ جلال أمين بأنه - مثل كل المثقفين - مُصابٌ بعقدة خواجة، وعقدة الخواجة تتجلى في الاعتقاد بأن الغرب أفضل من العالم العربي في كُل شيء. لكنني أرى عقدة الخواجة التي يُعاني منها جلال أمين فرضه سياق تطور المجتمعات الغربية على المجتمعات العربية، إذ يرى أمين أن الوسيلة الوحيدة لتحقيق نهضة حقيقية في العالم العربي ثورةٌ صناعية على غرارِ تلك التي قامت في إنكلترا في نهاية القرن الثامن عشر. مستحيل أن يعود الزمن ثلاثة قرونٍ إلى الوراء، ومستحيل أن تتحقق الشروط التي أدت إلى نشوء الثورة الصناعية في إنكلترا هُنا في العالم العربي. كما أن المناخ الفكري قد تغير عمّا كان سائداً في تلك الفترة، وإهمال النظر في التاريخ يجعلنا نغض الطرف عن المستنقع الذي جعلت الثورة الصناعية بريطانيا تغرق فيه حيث النساء والأطفال والشيوخ يعملون من دون توقف أعمالاً قاتلة ينالون عليها ما لا يسد رمقهم، حيثُ الجهل والمرض والفقر والفاقة وتخلخل النظام الاجتماعي، حيث الثراء الفاحش لفئةٍ بسيطة من الصناعيين فرضت قيمها وأخلاقياتها على المجتمع الذي يموت بقية أفراده جوعاً. إنكلترا الصناعية أنتجت الفكر الماركسي الذي كان واحداً من التيارات المسيطرة في القرن العشرين، فلماذا نعيد اختراع العجلة؟ ومن أين لنا بمركبة زمن تُلغي الدولة العثمانية، والفترة الاستعمارية، واحتلال فلسطين، وسقوط الدولة العثمانية، والحربين العالميتين، وانهيار المنظومة الاشتراكية، وصعود الرأسمالية وتوحشها، والاقتصاد الرمادي الذي يحكم العالم اليوم؟
الدولة الوحيدة التي لم تتأثر بالركود الاقتصادي حتى الآن الصين، لكن استمرارها في التصنيع الرخيص الذي يُغرق الأسواق العالمية يمنع هذه الأسواق من استعادة قدرتها المالية، مما يعني نقص السيولة لدى المستهلكين، وكساد البضائع الصينية الذي يجعل انهيار الاقتصاد الصيني أمراً محتوماً في السنواتِ القادمة لأن عرضه يزيد عن الطلب، ويُغرق كل الأسواق حارماً إياها من فرصة النمو مجدداً. في الجهة المقابلة، لا يُمكن وقف عجلة التصنيع الصينية لأنها عصب الحياة الصينية اليوم، والنتيجة كارثة محققةٌ يسير إليها الجميع من دون أن يكونوا قادرين على تفاديها. التصنيع الزائد كما في نموذج الصين وتايوان لم يؤدِ إلى نهضةٍ حقيقيةٍ، بل إلى زيادة في المباني الخراسانية القبيحة، وزيادة في استهلاك السيارات والكماليات، وكلها أشياء سيقضي عليها طوفان انهيار الصين القادم.
العالم العربي عالمٌ زراعي في المقامِ الأول، لكن الأراضي الزراعية تتعرض للبوار فيما يُقرر المثقفون أنه على العالم العربي الاتجاه إلى التصنيع. البارحة فحسب كُنتُ أشاهد برنامجاً مصرياً تحدث عن بوار خمسين ألف فدانٍ من الأراضي الزراعية في الدقهلية والشرقية نتيجة لسوء توزيع المياه، وهدر الموارد المائية. هُناك آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية المهدرة في العالم العربي، ومثلها مساحات الرعي، والصناعات القديمة كصناعة اللؤلؤ والزجاج. لقد استبدلت وسائل المعيشة الريفية بوسائل ابتكرها أبناء المُدِن، والنتيجة اليوم أن انتاج المواد الخام يتراجع لصالح التصنيع الرديء للمنتجات سريعة الزوال كالمنتجات الصينية، وما لدورة الاقتصادِ هذه من نتائج على المجتمعات المحلية والبيئة في العالم.
هُناك أيضاً المصارفُ غير المنظورة التي تبتلع السيولة المالية للمستهلك العربي: دقائق الاتصالات التي لا يُمكن تحويلها إلى سلعةٍ مادية لها طولٌ وعرضٌ وارتفاع ووزن، ألعاب الفيديو التي باتت تبيع للاعبين سيوفاً وعملاتٍ وأحجاراً لا وجودَ مادي لها بأموالٍ حقيقية، وديون بطاقاتِ الائتمانِ التي بدأت تجتاح العالم العربي اليوم. كُل هذه مظاهر لاقتصادِ الوهم الذي يقوم على بيع (فكرةٍ) للناس: فكرة التواصل، فكرة التميز، فكرة وجود سيف، فكرة الثراء. هذه الفكرة لا توجد إلا في رؤوس المستهلكين، ولا يُمكن الاستفادة منها بأي حالٍ من الأحوال.
هُناك عُقدة خواجة فعلاً، لكنها ليست في سراويل البنات، أو أغاني مايكل جاكسون وإيمينيم، بل في رؤوس الأساتذة الذين حولوا الثقافة إلى رطانة، وتنازلوا عن مهمة تثقيف الشعبِ بأكمله تاركين إياه عدواً للثقافة غير قادرٍ على حماية نفسه من استهلاك الوهم، وفي الاستعمارِ الذي لا يزالَ يحكمنا اليوم. حتى أن الإجابة على سؤالٍ ما العربي؟ تبدو مستحيلة في المدى المنظور.
من بين المتحدثين، ركز البرنامج على اثنين: المفكر جلال أمين، والكاتبة ميسون صقر الذين شنّا هجوماً كبيراً على كُل ما وصفاه بتمثل الخواجة في ثقافتنا، مع أنهما يرتديان الملابس الغربية، ويستخدمان المناهج الغربية. هُناك حالة من عدم الاتساق بين المظهر والمخبر سببها محاولة البحث عن عقدة الخواجة في المكان الذي لا تُوجد فيه. وفرض تصورٍ مشوهٍ عنها، وفي النهاية، يتساءل المرء: ما (العربي) حقاً؟
في القرن التاسع عشر، طُرح السؤال في ألمانيا: ما الألماني حقاً؟ وأدى ذلك إلى صعود النزعة الشوفينية القومية "ألمانيا فوق الجميع" و"الوطن الأب"، والرايخين الثاني والثالث، والحربين العالميتين الأولى والثانية. وأعقب ذلك وقوع ألمانيا في دائرة الذنب الألماني الذي يستهلك ألمانيا مُنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وتقسيمها، ونفور أوروبا منها، والفجوة الهائلة في تاريخ ألمانيا التي تعجز - حتى الآن - عن التصالح مع ماضيها النازي. وطرح سؤال "ما العربي" اليوم قد يؤدي بالعرب إلى مصير مشابه، لكنه خيارٌ أفضل من التيه الذي يتخبط فيه الجميع وهم يُلقون بالاتهامات في كُل جهة: "الشباب مُصابٌ بعقدة الخواجة"، "المثقفون مصابون بعقدة الخواجة"، "الحكومات مُصابة بعقدة الخواجة". وأدلتهم على ذلك واهية، ويطعن فيها أن الاتهام بالإصابة بالعقدة يُمكن أن يوجه لهم هم.
لذلك، يغدو السؤال الفكري "ما العربي؟" ضرورياً لوضع الأمور في سياقها، فنحن إذا عرفنا ما هو عربي، وما ليس عربياً، استطعنا بذلك أن نعرف من المصاب بعقدة الخواجة، ولماذا أُصيب بها، وكيف يُمكنه أن يُشفى بإذن الله - بوصفها مرضاً.
في القرن الثامن عشر كان الشرق موضة في أوروبا، واستمر الشرق في الذهن الأوروبي مصدراً للنفائس حتى أوائل القرن العشرين. كانت السيدات يتباهين بملابسهن الشرقية، والأعمال الفنية تعرض ثياباً عربية، أو مقتنياتٍ ترتبط بالشرق - مما يدل على أن التأثير الثقافي ينتقل في الاتجاهين. وإذا كُنا قد استوردنا الهامبورغر والكوكا كولا من الغرب - الولايات المتحدة تحديداً - فإننا قد صدرنا إليهم الفلافل والتبولة بالمقابل.
الملابس والأغاني ليست مُشكلة حقيقية بقدر المشكلة التي تُمثلها عُقدة الخواجة الخفية الضاربة في جذور الفكر العربي المُعاصر. يُقرُ جلال أمين بأنه - مثل كل المثقفين - مُصابٌ بعقدة خواجة، وعقدة الخواجة تتجلى في الاعتقاد بأن الغرب أفضل من العالم العربي في كُل شيء. لكنني أرى عقدة الخواجة التي يُعاني منها جلال أمين فرضه سياق تطور المجتمعات الغربية على المجتمعات العربية، إذ يرى أمين أن الوسيلة الوحيدة لتحقيق نهضة حقيقية في العالم العربي ثورةٌ صناعية على غرارِ تلك التي قامت في إنكلترا في نهاية القرن الثامن عشر. مستحيل أن يعود الزمن ثلاثة قرونٍ إلى الوراء، ومستحيل أن تتحقق الشروط التي أدت إلى نشوء الثورة الصناعية في إنكلترا هُنا في العالم العربي. كما أن المناخ الفكري قد تغير عمّا كان سائداً في تلك الفترة، وإهمال النظر في التاريخ يجعلنا نغض الطرف عن المستنقع الذي جعلت الثورة الصناعية بريطانيا تغرق فيه حيث النساء والأطفال والشيوخ يعملون من دون توقف أعمالاً قاتلة ينالون عليها ما لا يسد رمقهم، حيثُ الجهل والمرض والفقر والفاقة وتخلخل النظام الاجتماعي، حيث الثراء الفاحش لفئةٍ بسيطة من الصناعيين فرضت قيمها وأخلاقياتها على المجتمع الذي يموت بقية أفراده جوعاً. إنكلترا الصناعية أنتجت الفكر الماركسي الذي كان واحداً من التيارات المسيطرة في القرن العشرين، فلماذا نعيد اختراع العجلة؟ ومن أين لنا بمركبة زمن تُلغي الدولة العثمانية، والفترة الاستعمارية، واحتلال فلسطين، وسقوط الدولة العثمانية، والحربين العالميتين، وانهيار المنظومة الاشتراكية، وصعود الرأسمالية وتوحشها، والاقتصاد الرمادي الذي يحكم العالم اليوم؟
الدولة الوحيدة التي لم تتأثر بالركود الاقتصادي حتى الآن الصين، لكن استمرارها في التصنيع الرخيص الذي يُغرق الأسواق العالمية يمنع هذه الأسواق من استعادة قدرتها المالية، مما يعني نقص السيولة لدى المستهلكين، وكساد البضائع الصينية الذي يجعل انهيار الاقتصاد الصيني أمراً محتوماً في السنواتِ القادمة لأن عرضه يزيد عن الطلب، ويُغرق كل الأسواق حارماً إياها من فرصة النمو مجدداً. في الجهة المقابلة، لا يُمكن وقف عجلة التصنيع الصينية لأنها عصب الحياة الصينية اليوم، والنتيجة كارثة محققةٌ يسير إليها الجميع من دون أن يكونوا قادرين على تفاديها. التصنيع الزائد كما في نموذج الصين وتايوان لم يؤدِ إلى نهضةٍ حقيقيةٍ، بل إلى زيادة في المباني الخراسانية القبيحة، وزيادة في استهلاك السيارات والكماليات، وكلها أشياء سيقضي عليها طوفان انهيار الصين القادم.
العالم العربي عالمٌ زراعي في المقامِ الأول، لكن الأراضي الزراعية تتعرض للبوار فيما يُقرر المثقفون أنه على العالم العربي الاتجاه إلى التصنيع. البارحة فحسب كُنتُ أشاهد برنامجاً مصرياً تحدث عن بوار خمسين ألف فدانٍ من الأراضي الزراعية في الدقهلية والشرقية نتيجة لسوء توزيع المياه، وهدر الموارد المائية. هُناك آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية المهدرة في العالم العربي، ومثلها مساحات الرعي، والصناعات القديمة كصناعة اللؤلؤ والزجاج. لقد استبدلت وسائل المعيشة الريفية بوسائل ابتكرها أبناء المُدِن، والنتيجة اليوم أن انتاج المواد الخام يتراجع لصالح التصنيع الرديء للمنتجات سريعة الزوال كالمنتجات الصينية، وما لدورة الاقتصادِ هذه من نتائج على المجتمعات المحلية والبيئة في العالم.
هُناك أيضاً المصارفُ غير المنظورة التي تبتلع السيولة المالية للمستهلك العربي: دقائق الاتصالات التي لا يُمكن تحويلها إلى سلعةٍ مادية لها طولٌ وعرضٌ وارتفاع ووزن، ألعاب الفيديو التي باتت تبيع للاعبين سيوفاً وعملاتٍ وأحجاراً لا وجودَ مادي لها بأموالٍ حقيقية، وديون بطاقاتِ الائتمانِ التي بدأت تجتاح العالم العربي اليوم. كُل هذه مظاهر لاقتصادِ الوهم الذي يقوم على بيع (فكرةٍ) للناس: فكرة التواصل، فكرة التميز، فكرة وجود سيف، فكرة الثراء. هذه الفكرة لا توجد إلا في رؤوس المستهلكين، ولا يُمكن الاستفادة منها بأي حالٍ من الأحوال.
هُناك عُقدة خواجة فعلاً، لكنها ليست في سراويل البنات، أو أغاني مايكل جاكسون وإيمينيم، بل في رؤوس الأساتذة الذين حولوا الثقافة إلى رطانة، وتنازلوا عن مهمة تثقيف الشعبِ بأكمله تاركين إياه عدواً للثقافة غير قادرٍ على حماية نفسه من استهلاك الوهم، وفي الاستعمارِ الذي لا يزالَ يحكمنا اليوم. حتى أن الإجابة على سؤالٍ ما العربي؟ تبدو مستحيلة في المدى المنظور.