إذن، نادر سببُ مشاكل العالم الحالية، لأنه تسبب في صعود بوش. ولا يُهم معرفة الناخبين بأجندة بوش، فالخطأ خطأ نادر الذي سمح له بالفوز وتطبيق أجندته. لماذا لا يُعدمونه بالكرسي الكهربائي أو في حجرة الغاز؟
لماذا يُرشح نادر نفسه ليخسر؟
يرى أوباما أن ترشيح رالف نادر المستمر لنفسه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية أمرٌ مُخزِ، ويعتقد أنه مجرد استعراض، وأنه لا معنى لترشيح نادر نفسه للرئاسة فقط ليُثبت مبادئه. أوباما (مُتضرر) من ترشيح نادر، فليس عليه حرج، وكلامه - تقريباً - كلام مُختلف النُخَب الحاكمة في واشنطن دي سي، وبعض الصحفيين الديموقراطيين ممن يستخدمون تعبيراتٍ بحق نادر تصل إلى حد السب العلني. نفسُ الانتقاد يُوجه إلى نادر من قِبَلِ مؤيديه، لماذا تُرشح نفسك لتخسر؟ وهُناك من يقول: أؤمن بك يا نادر، لكنني إن صوتُ لك، فإن صوتي سيكون قد رُمي لأنه بلا قيمة في النتيجة النهائية.
قضية نادر الأساسية ضد النظام الانتخابي الحالي في الولايات المُتحدة كونه نظاماً غير ديموقراطي، لافتقاده أهم أُسسِ الديموقراطية، العدالة. ديموقراطية أمريكا ليست ديموقراطية في الحقيقة، فالرئيس الأمريكي إما فيلٌ وإما حمار، ولا فُرصةَ لأي كان من خارج الحزبين ليُحدث فرقاً حقيقياً! أمريكا ديموقراطية للبيض الأنكلو ساكسون البروتستانت WASP فقط، وليصل أسودٌ - أو نصف إفريقي كما في حالة أوباما ذي الأم البيضاء - إلى مكانةٍ متقدمة فيها، فإن عليه أن يتكلم مثل البيض، ويُفكر مثل البيض، ويصبح أبيض أكثر من البيض! الديموقراطية في أمريكا لا تصل إلى الفُقراء، وإلى الفئات التي لا تُشكل خطراً في عمليات التصويت. الديموقراطية في أمريكا ليست إلا لمن يستطيع دفع ثمنها. الديموقراطية في أمريكا تعني أن يُحولُ السياسيون والمنظرون والصحفيون وكُل النخب الحاكمة المواطنين إلى مُجرد أرقامٍ إحصائية أو دوائر وأعمدةٍ ملونة في بيانات الاستطلاع، مُتجاهلين حقيقة أن الناخبين أفرادٌ لهم إرادتهم الفردية. يرى نادر أن كُل صوتٍ مُهم لقيمته الفردية، للاختيار الذي يقوم به صاحبه. الديموقراطية الحقة تعني الحُرية الفردية، حُرية اتخاذ القرار، لا حُرية الاستهلاك اللا مسؤول. الذين صوتوا له اتخذوا قراراً، ورأوا أن سياسات نادر تُناسبهم، وقرروا أن يكونَ صوتهم مسموعاً. وإذا كان غور أو كيري قد خسرا الانتخابات فعلاً بسبب الأصوات التي ذهبت لنادر، فهذا يعني أن ناخبي نادر قادرون على صُنع فرقٍ حقيقي، وأن الديموقراطيين لم يفهموا الرسالة. هُناك ناخبون يُريدون أكثر من انتهازية سياسيين أمثال باراك أوباما الذي ينتقد نادر لأنه يُصر على تنفيذ أجندته بكاملها.
سياسةُ الحزب الديموقراطي ضعيفة، فالحزب الذي يُقدم نفسه على أنه نصيرُ الأقليات لا يكاد يُقدم للأقليات شيئاً بسياساته التي لا تفعل شيئاً غير تلوين البيت الخرب بطلاء جديد، أو - بتعبير جون مكين المأخوذ مباشرة من عامية السود الأمريكية في وصف سياسة هيلاري كلنتون الصحية - تضع أحمر الشفاه على الخنزير! وهذا اعتراض ناخبي نادر الذين يرون أن سياسات الحزب الديموقراطي لا تخدم المصلحة العُليا للمواطن بقدر ما تخدم المصالح الضيقة للسياسيين، لذلك لا يثقون بهم. وأزمة الثقة بين الديموقراطيين والناخبين ليست مشكلة نادر، وليست مشكلته شكوى أوباما من أنه يُريد تطبيق أجندته بكامله. لديه مبادئه، وهو مستعدٌ للدفاع عنها.
يعرف الأمريكيون أن نادر واحدٌ من مائة أمريكي يقولون الحقيقة دائماً، وصدقه الدائم مصدر احترامه وتأثيره في الرأي العام الأمريكي. نادر صاحب مبادئ لا يُغيرها، بينما غالبية السياسيين انتهازيون بلا مبدأ ولا قضية. - لذا لا يُقدم على أنه سياسي، بل على أنه: محامٍ، مؤلف، و(ناشط سياسي) أو (مصلح سياسي) -.
(ولذلك - أيضاً - يبدو مكين أوفر حظاً من أوباما، فبغض النظر عن كونه أبيض، حافظ مكين على نهج واحدٍ في حملته الانتخابية، وبغض النظر عن مواقفه المثيرة للجدل والتي أزعجت كثيراً من الناخبين كمواقفه من البيئة والحرب على العراق، إلا أنه يحظى باحترامٍ واسع لمحافظته على نهجٍ واحد في حملته).
(كان ذلك قبل أن تُطيح الأزمة الاقتصادية بالجمهوريين تماماً).
يُصدِق الأمريكيون نادر، لكنهم لا ينتخبونه. لأنهم لا يشعرون بوجود خللٍ كبيرٍ يقتضي التحرك لتغييره، ويفضلون بقاء الأمور على ما هي عليه. المجتمع استهلاكي بشكلٍ كبير، ولم يعد راغباً في إحداث أي تغييرات سياسية كُبرى، حتى لو كانت النتيجة النهائية في مصلحته، لأن (هذا ما ألفينا عليه آباءنا). وهذه حجة نادر عليهم، نظام الولايات المُتحدة ليس ديموقراطياً حقاً لأنه نظامُ حزبين، وليست الولايات المُتحدة ديموقراطية لأنها تفتقر إلى العدالة. بدون عدالة، لا ديموقراطية، وبدون ديموقراطية فإن الأساس الذي تدعي عليه أمريكا حضارتها وهيمنتها في العالم قد زال.
نادر يقول للإمبراطور الأمريكي: "أنت عارٍ." والمشكلة في الإمبراطور نفسه الذي يرفض الإصغاء إلى الحقيقة، بينما سيواصل نادر إزعاجه بها، حتى يرى الإمبراطور الحقيقة بوضوح، أو يموت نادر.
لماذا يُرشح نادر نفسه ليخسر؟
يرى أوباما أن ترشيح رالف نادر المستمر لنفسه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية أمرٌ مُخزِ، ويعتقد أنه مجرد استعراض، وأنه لا معنى لترشيح نادر نفسه للرئاسة فقط ليُثبت مبادئه. أوباما (مُتضرر) من ترشيح نادر، فليس عليه حرج، وكلامه - تقريباً - كلام مُختلف النُخَب الحاكمة في واشنطن دي سي، وبعض الصحفيين الديموقراطيين ممن يستخدمون تعبيراتٍ بحق نادر تصل إلى حد السب العلني. نفسُ الانتقاد يُوجه إلى نادر من قِبَلِ مؤيديه، لماذا تُرشح نفسك لتخسر؟ وهُناك من يقول: أؤمن بك يا نادر، لكنني إن صوتُ لك، فإن صوتي سيكون قد رُمي لأنه بلا قيمة في النتيجة النهائية.
قضية نادر الأساسية ضد النظام الانتخابي الحالي في الولايات المُتحدة كونه نظاماً غير ديموقراطي، لافتقاده أهم أُسسِ الديموقراطية، العدالة. ديموقراطية أمريكا ليست ديموقراطية في الحقيقة، فالرئيس الأمريكي إما فيلٌ وإما حمار، ولا فُرصةَ لأي كان من خارج الحزبين ليُحدث فرقاً حقيقياً! أمريكا ديموقراطية للبيض الأنكلو ساكسون البروتستانت WASP فقط، وليصل أسودٌ - أو نصف إفريقي كما في حالة أوباما ذي الأم البيضاء - إلى مكانةٍ متقدمة فيها، فإن عليه أن يتكلم مثل البيض، ويُفكر مثل البيض، ويصبح أبيض أكثر من البيض! الديموقراطية في أمريكا لا تصل إلى الفُقراء، وإلى الفئات التي لا تُشكل خطراً في عمليات التصويت. الديموقراطية في أمريكا ليست إلا لمن يستطيع دفع ثمنها. الديموقراطية في أمريكا تعني أن يُحولُ السياسيون والمنظرون والصحفيون وكُل النخب الحاكمة المواطنين إلى مُجرد أرقامٍ إحصائية أو دوائر وأعمدةٍ ملونة في بيانات الاستطلاع، مُتجاهلين حقيقة أن الناخبين أفرادٌ لهم إرادتهم الفردية. يرى نادر أن كُل صوتٍ مُهم لقيمته الفردية، للاختيار الذي يقوم به صاحبه. الديموقراطية الحقة تعني الحُرية الفردية، حُرية اتخاذ القرار، لا حُرية الاستهلاك اللا مسؤول. الذين صوتوا له اتخذوا قراراً، ورأوا أن سياسات نادر تُناسبهم، وقرروا أن يكونَ صوتهم مسموعاً. وإذا كان غور أو كيري قد خسرا الانتخابات فعلاً بسبب الأصوات التي ذهبت لنادر، فهذا يعني أن ناخبي نادر قادرون على صُنع فرقٍ حقيقي، وأن الديموقراطيين لم يفهموا الرسالة. هُناك ناخبون يُريدون أكثر من انتهازية سياسيين أمثال باراك أوباما الذي ينتقد نادر لأنه يُصر على تنفيذ أجندته بكاملها.
سياسةُ الحزب الديموقراطي ضعيفة، فالحزب الذي يُقدم نفسه على أنه نصيرُ الأقليات لا يكاد يُقدم للأقليات شيئاً بسياساته التي لا تفعل شيئاً غير تلوين البيت الخرب بطلاء جديد، أو - بتعبير جون مكين المأخوذ مباشرة من عامية السود الأمريكية في وصف سياسة هيلاري كلنتون الصحية - تضع أحمر الشفاه على الخنزير! وهذا اعتراض ناخبي نادر الذين يرون أن سياسات الحزب الديموقراطي لا تخدم المصلحة العُليا للمواطن بقدر ما تخدم المصالح الضيقة للسياسيين، لذلك لا يثقون بهم. وأزمة الثقة بين الديموقراطيين والناخبين ليست مشكلة نادر، وليست مشكلته شكوى أوباما من أنه يُريد تطبيق أجندته بكامله. لديه مبادئه، وهو مستعدٌ للدفاع عنها.
يعرف الأمريكيون أن نادر واحدٌ من مائة أمريكي يقولون الحقيقة دائماً، وصدقه الدائم مصدر احترامه وتأثيره في الرأي العام الأمريكي. نادر صاحب مبادئ لا يُغيرها، بينما غالبية السياسيين انتهازيون بلا مبدأ ولا قضية. - لذا لا يُقدم على أنه سياسي، بل على أنه: محامٍ، مؤلف، و(ناشط سياسي) أو (مصلح سياسي) -.
(كان ذلك قبل أن تُطيح الأزمة الاقتصادية بالجمهوريين تماماً).
يُصدِق الأمريكيون نادر، لكنهم لا ينتخبونه. لأنهم لا يشعرون بوجود خللٍ كبيرٍ يقتضي التحرك لتغييره، ويفضلون بقاء الأمور على ما هي عليه. المجتمع استهلاكي بشكلٍ كبير، ولم يعد راغباً في إحداث أي تغييرات سياسية كُبرى، حتى لو كانت النتيجة النهائية في مصلحته، لأن (هذا ما ألفينا عليه آباءنا). وهذه حجة نادر عليهم، نظام الولايات المُتحدة ليس ديموقراطياً حقاً لأنه نظامُ حزبين، وليست الولايات المُتحدة ديموقراطية لأنها تفتقر إلى العدالة. بدون عدالة، لا ديموقراطية، وبدون ديموقراطية فإن الأساس الذي تدعي عليه أمريكا حضارتها وهيمنتها في العالم قد زال.
نادر يقول للإمبراطور الأمريكي: "أنت عارٍ." والمشكلة في الإمبراطور نفسه الذي يرفض الإصغاء إلى الحقيقة، بينما سيواصل نادر إزعاجه بها، حتى يرى الإمبراطور الحقيقة بوضوح، أو يموت نادر.
كل سنةوانتي طيبة في الأول
ردحذفاسمحيلي لن اعلق على هذا البوست لعدم شغفى بالسياسة ولكن سأعلق على هذا البوست
(السبب السادس: أنت لا تقرأ ما تكتبه)
انا اري ان هناك الكثير من الشباب يقرأ بدليل نجاح كتب الشباب انفسهم مدونات الشروق الثلاثة وطارق امام
اكثر القارئين من الشباب بل ايضا نجاح كتب الكبار مثل الأسواني وبهاء طاهر الذين نجحو الروايات هم الشباب وليس الكهول وبدليل نجاح الندوات الأدبية والتي يملأهاالشباب ولا يكتفون بالحضور ولكن يشاركون ويوافقون ويعترضون
بعض الشباب لا يقرأ انا اوافق ولكن الكثير منهم يقرأ
اماالقول بأن ادب الشباب غلطة مطبيعة ممتدة فهي في رأيي نفسنة كبار ليس اكثر فإن الصغير الذي يبيع خمس طبعات في اقل من 8 شهور بينما كتب الكبار يأكلهاالتراب ويرقد فوقها العنكبوت طبيعي ان يجد نفسنة من الكبير الذي فجأة وجد صغيرا في عمر ابنائه اوربما اصغر ينجح ويلمع ويبيع ويظهر في البرامج التلفزيونية وتقام له حفلات التوقيع فلم يكن من الكبير إلا ان يطلق مصطلحات ضاحكة مثل ادب الكلينكس وغلطة مطبعية ممتدة كعادة كل الكبار في محاولة احباط ومواجهة نجاح الصغار ولكن ياللعجب فإن هؤلاء الصغار يواصلون طريق النجاح غير مهتمين بشعارات الكبار الفارغة
تحياتي لك ودمت بخير وعذرا للأطالة