13 أكتوبر 2008

Senior Citizen

العام الرابع في مُستعمرة الهنود.
كمواطنين شيوخ في المستعمرة، يتوقع المرء أن نُعامَلَ بشكلٍ مُختلفٍ ولو قليلاً، وفعلاً، اختلفت المُعاملة عن السنين السابقة، لكن اختلاف المُعاملة لا يعني تحسنها بالضرورة، وآخر الأمر نحن (رهائن) في المستعمرة ولا حقوق لنا.
مضى العُمر في المستعمرة، وما بقي ليس إلا محاولة لمسابقة الزمن، ليحاول المرء أن يدعي عند خروجه بعض العلم. يقول أستاذ الترجمة: "الله أكبر! كُل شيء تدرسونه هذا التيرم! ماذا فعلتم في بقية السنين؟" والحق أنه لا جواب غير عند أهل الحل والربط في المُستعمرة، فما نحنُ إلا (رهائن) ليس لنا إلا ما يجود كرمهم علينا به. هذه المرة فاض الكرم، فأفاضوا في المواد إفاضة. ثلاث سنين مضت ولم يُفكر أحدٌ بتعليمنا كيف نكتب بحثاً، وهذا العام وضعوا منهجاً، ثم بات علينا أن نطبقه في بحثين لا واحد. وكعادتهم، فإنهم بُخلاء بالثواب للحسن، أسخياء في العقاب لغيره. تذكروا أن هُناك شعراً ورواية وتاريخاً وترجمة وأدباً مقارناً، بل - ويا للهول! - هُناك أدبٌ أمريكي كذلك!
كُل هذا الضغط على مواطني المُستعمرة الشيوخ مُضحك، كالشيخ الذي يرتدي قميصاً أحمر مزيناً بالورود وبنطالاً قصيراً ويصبغ وجنتيه وشفتيه ثم يدعي أن العُمر لم يفته، بل ويدعي أنه لا يبدو كمهرج.
لم يبقَ إلا قبض الريح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق