عادت سينما الفانتازيا لتتألق بعد أن أثبتت لمُنتجي الأفلام أنها مصدر دخلٍ لا يُمكن إهماله، فبات على السينما الأمريكية أن تُقدم فيملي فانتازيا كُل عامٍ على الأقل، مما أدى إلى ارتفاع الطلب على الكُتب الفانتازية، وتحول السوق من أرضٍ تحتكرها أسماء (الكبار) مثل تولكن ولويس ورولنغ إلى فضاءٍ مفتوح يستهلك العديد من المُخيلات، ويحتاج إلى مُخيلاتٍ جديدة كُل مرة. تحتوي الفانتازيا على عُنصر رُعب لا شك فيه ينشأ عن غرابة وخوارقية أحداثها، وإذا كانت الفانتازيا من مُخيلة طفلٍ، فإن الرُعب حتمي كما في فيلم سجلات سبايدرويك.
مُنذ بدايته، يُبشر فيلم سجلات سبايدرويك بأنه مخيفٌ، ويقترب كثيراً من كونه فيلم رعب. في سجلات سبايدرويك، لا حاجة للعبور إلى العالم الخُرافي. لن يأخذك قطارٌ إلى هُناك، ولن تعبر الخزانة. العالم الخُرافي حولك لكنك لا تستطيع رؤيته، وإن رأيته فلن يسُرك ما تراهُ أبداً. العالم الخُرافي قبيحٌ ومعادٍ، ولا يحميك منه سوى رموزٍ واهنة. هذا العالم الخُرافي قادمٌ لإيذائك سواء كُنت تعرف عنه أم لم تعرف، أنت مُحاصر، والأعداء شرسون وبشعون. خيالُ الفيلم طفولي بكُل ما في خيال الطفولة من عناصر مُرعبةٍ، ويُعيدُ مُشاهِدهُ إلى زمنٍ قد يكون ظن أنه بَعُدَ، لكن ليس بهذا القدر. يُعيد الفيلم المرء إلى الأوقات التي كان يخشى فيها الغيلان الطويلة التي تنثني تحت الأسرة، والوحوش في خزانة الملابس، والشيطان الذي سيخرج من الحمام إذا لم يهرب منه قبل أن يصل في العد إلى العدد سبعة، والوحش الذي يهدر مستغلاً هدير الثلاجة ثُم يسكُن ليبحث عن الأطفال الصغار ويلتهمهم خفية عن آبائهم الذين لا يصدقونهم. الأبواب التي يُحاصرُ عندها المرء عند منتصف الليل، والوحوش التي تلعب في الشارع، والقطط التي تتحول إلى نساء. كُل ما يراه الطفلُ بوضوحٍ ولا يراه الكبار، فيُصبح عليه أن يحمي نفسه برموزٍ بسيطة. بالعد، بالملح، بصلصة الطماطم، وبدائرة من الفطر عليه ألا يتخطاها وإلا افترسته المخلوقات الشرسة التي تقبع عند أطراف الدائرة.
يحكي فيلمُ سجلات سبايدرويك عن أمٍ تنتقل مع ابنتها الكُبرى وابنيها التوأمين من نيويورك إلى ضيعة خالتها الكُبرى في نيو إنغلند - حزام الخوارق كما يعتقد نُقاد الفانتازيا وأفلام الرُعب - بعد أن تطلقت من زوجها الذي هجر أسرته ليُقيم مع عشيقته. يلومها ابنها جاريد على الانفصال لتعلقه بأبيه، ويلومها على انتقالهم إلى ضيعة سبايدرويك الغريبة، وبسبب مشكلته في التحكم بغضبه، تُصبح علاقته بأخيه التوأم سايمون وأخته الكُبرى مالوري سيئة، مما يُفقده دعمهما في مواجهة الأشياء الغريبة التي تُحاصر ضيعة سبايدرويك، وتعيش فيها. يعثر جاريد على كتابٍ مكتوب بخط اليد (بعد مغامرة مخيفة) بعنوان: دليل آرثر سبايدرويك الميداني إلى العالم المُذهل حولك، وعلى الكتاب تحذيرٌ من العواقب المميتة التي تلي معرفة مُحتوى الكتاب، التحذير الذي لم يردع أبداً الساعين إلى المعرفة في تاريخ الإنسانية، مهما كانت كلماته مُنذرة بأوخم العواقب. رغم الجو المُخيف المُحيط، يقرأ جاريد الكتاب، ويخرج ليُفاجأ بالأحداث الغريبة التي حدثت. يتعرف على المخلوق الذي يُقيم في المنزل والذي كان حيوان آرثر الأليف، والحارس الذي يُفترض به إبقاء الكتاب ضمن الدائرة. تختطف الغيلان أخاه التوأم الغافل سايمون فيضطر إلى الذهاب لنجدته، وهُناك يُقابل الغول مُتحول الأشكال مالغوراث الذي يسعى للحصول على الدليل ليُبيد كُل أشكال الحياة التي عرفها آرثر سبايدرويك، وتبدأ مغامرته الحقيقية مع أخيه وأخته الذين يتأكدان من وجود المخلوقات، ويُصبح عليهما تدمير مالغوراث. الشرُ واضحٌ في الفيلم مهما تنكر أو تخفى، فعينا مالغوراث متحول الشكل تفضحانه، سواء كان شيخاً مهدماً أم غراباً أم والد الأطفال مُدعياً أنه قد جاء لنجدتهم. مالغوراث الغول الشرُ بكُل قُبحه وشراسته وتوحشه. الشرُ المُدمر الذي لا يتخفى ولا يُغير شكله، الشرُ البهيمي الذي يُميزه الأطفال ويعرفونه، فالشرُ عندهم لم يتنكر بعد في صورٍ لطيفةٍ أليفة، وهو قبيحٌ في أي شكلٍ أو صورة. يلوم بعض النقاد مُخرج الفيلم مارك واترز على استخدام الرسوم المولدة حاسوبياً في الفيلم بشكلٍ كبير، وهي ملامة لا موجب لها، فبأي طريقةٍ أخرى كان واترز سيُحيي عالم الطفولة المخيف الذي يكمن عند أطراف أصابع المرء؟ كما أن استخدام الرسوم المولدة حاسوبياً في الأفلام الآن أمرٌ طبيعي كاستخدام المونتاج، فمن غير المُستساغ أن يلوم ناقدٌ مُخرجاً ما لأنه قام بمنتجة فيلمه! فيلم سجلات سبايدرويك مُنتجٌ آخر من مُنتجات الفن الرقمي الذي لا يوحي أبداً، ويُصر على أن ينقل تفاصيل القُبح الدقيقة. القُبح المُروِع والشر الذي يختفي بين أوراق الخريف بريئة المظهر. الشر الهائل الذي لا يتوقف عند حد، والقُبح الذي يُثير الغثيان. لكنه يبقى مُغامرة ذات نكهةٍ مُميزة في عوالم الطفولة شديدة الرهافة.
الفيلم من إخراج: مارك واترز، إنتاج: باراماونت ونيكلوديون، موسيقى: جيمس هورنر، بطولة: فريدي هايمور (جاريد/سايمون)، سارة بولغر (مالوري)، نِك نولتي (مالغوراث)، ماري-لويس باركر (هيلين)، جوان بلورايت (لوسيندا)، وديفد ستريتايرن (آرثر سبايدرويك).
تريلر الفيلم من موقع يوتيوب.
مُنذ بدايته، يُبشر فيلم سجلات سبايدرويك بأنه مخيفٌ، ويقترب كثيراً من كونه فيلم رعب. في سجلات سبايدرويك، لا حاجة للعبور إلى العالم الخُرافي. لن يأخذك قطارٌ إلى هُناك، ولن تعبر الخزانة. العالم الخُرافي حولك لكنك لا تستطيع رؤيته، وإن رأيته فلن يسُرك ما تراهُ أبداً. العالم الخُرافي قبيحٌ ومعادٍ، ولا يحميك منه سوى رموزٍ واهنة. هذا العالم الخُرافي قادمٌ لإيذائك سواء كُنت تعرف عنه أم لم تعرف، أنت مُحاصر، والأعداء شرسون وبشعون. خيالُ الفيلم طفولي بكُل ما في خيال الطفولة من عناصر مُرعبةٍ، ويُعيدُ مُشاهِدهُ إلى زمنٍ قد يكون ظن أنه بَعُدَ، لكن ليس بهذا القدر. يُعيد الفيلم المرء إلى الأوقات التي كان يخشى فيها الغيلان الطويلة التي تنثني تحت الأسرة، والوحوش في خزانة الملابس، والشيطان الذي سيخرج من الحمام إذا لم يهرب منه قبل أن يصل في العد إلى العدد سبعة، والوحش الذي يهدر مستغلاً هدير الثلاجة ثُم يسكُن ليبحث عن الأطفال الصغار ويلتهمهم خفية عن آبائهم الذين لا يصدقونهم. الأبواب التي يُحاصرُ عندها المرء عند منتصف الليل، والوحوش التي تلعب في الشارع، والقطط التي تتحول إلى نساء. كُل ما يراه الطفلُ بوضوحٍ ولا يراه الكبار، فيُصبح عليه أن يحمي نفسه برموزٍ بسيطة. بالعد، بالملح، بصلصة الطماطم، وبدائرة من الفطر عليه ألا يتخطاها وإلا افترسته المخلوقات الشرسة التي تقبع عند أطراف الدائرة.
يحكي فيلمُ سجلات سبايدرويك عن أمٍ تنتقل مع ابنتها الكُبرى وابنيها التوأمين من نيويورك إلى ضيعة خالتها الكُبرى في نيو إنغلند - حزام الخوارق كما يعتقد نُقاد الفانتازيا وأفلام الرُعب - بعد أن تطلقت من زوجها الذي هجر أسرته ليُقيم مع عشيقته. يلومها ابنها جاريد على الانفصال لتعلقه بأبيه، ويلومها على انتقالهم إلى ضيعة سبايدرويك الغريبة، وبسبب مشكلته في التحكم بغضبه، تُصبح علاقته بأخيه التوأم سايمون وأخته الكُبرى مالوري سيئة، مما يُفقده دعمهما في مواجهة الأشياء الغريبة التي تُحاصر ضيعة سبايدرويك، وتعيش فيها. يعثر جاريد على كتابٍ مكتوب بخط اليد (بعد مغامرة مخيفة) بعنوان: دليل آرثر سبايدرويك الميداني إلى العالم المُذهل حولك، وعلى الكتاب تحذيرٌ من العواقب المميتة التي تلي معرفة مُحتوى الكتاب، التحذير الذي لم يردع أبداً الساعين إلى المعرفة في تاريخ الإنسانية، مهما كانت كلماته مُنذرة بأوخم العواقب. رغم الجو المُخيف المُحيط، يقرأ جاريد الكتاب، ويخرج ليُفاجأ بالأحداث الغريبة التي حدثت. يتعرف على المخلوق الذي يُقيم في المنزل والذي كان حيوان آرثر الأليف، والحارس الذي يُفترض به إبقاء الكتاب ضمن الدائرة. تختطف الغيلان أخاه التوأم الغافل سايمون فيضطر إلى الذهاب لنجدته، وهُناك يُقابل الغول مُتحول الأشكال مالغوراث الذي يسعى للحصول على الدليل ليُبيد كُل أشكال الحياة التي عرفها آرثر سبايدرويك، وتبدأ مغامرته الحقيقية مع أخيه وأخته الذين يتأكدان من وجود المخلوقات، ويُصبح عليهما تدمير مالغوراث. الشرُ واضحٌ في الفيلم مهما تنكر أو تخفى، فعينا مالغوراث متحول الشكل تفضحانه، سواء كان شيخاً مهدماً أم غراباً أم والد الأطفال مُدعياً أنه قد جاء لنجدتهم. مالغوراث الغول الشرُ بكُل قُبحه وشراسته وتوحشه. الشرُ المُدمر الذي لا يتخفى ولا يُغير شكله، الشرُ البهيمي الذي يُميزه الأطفال ويعرفونه، فالشرُ عندهم لم يتنكر بعد في صورٍ لطيفةٍ أليفة، وهو قبيحٌ في أي شكلٍ أو صورة. يلوم بعض النقاد مُخرج الفيلم مارك واترز على استخدام الرسوم المولدة حاسوبياً في الفيلم بشكلٍ كبير، وهي ملامة لا موجب لها، فبأي طريقةٍ أخرى كان واترز سيُحيي عالم الطفولة المخيف الذي يكمن عند أطراف أصابع المرء؟ كما أن استخدام الرسوم المولدة حاسوبياً في الأفلام الآن أمرٌ طبيعي كاستخدام المونتاج، فمن غير المُستساغ أن يلوم ناقدٌ مُخرجاً ما لأنه قام بمنتجة فيلمه! فيلم سجلات سبايدرويك مُنتجٌ آخر من مُنتجات الفن الرقمي الذي لا يوحي أبداً، ويُصر على أن ينقل تفاصيل القُبح الدقيقة. القُبح المُروِع والشر الذي يختفي بين أوراق الخريف بريئة المظهر. الشر الهائل الذي لا يتوقف عند حد، والقُبح الذي يُثير الغثيان. لكنه يبقى مُغامرة ذات نكهةٍ مُميزة في عوالم الطفولة شديدة الرهافة.
الفيلم من إخراج: مارك واترز، إنتاج: باراماونت ونيكلوديون، موسيقى: جيمس هورنر، بطولة: فريدي هايمور (جاريد/سايمون)، سارة بولغر (مالوري)، نِك نولتي (مالغوراث)، ماري-لويس باركر (هيلين)، جوان بلورايت (لوسيندا)، وديفد ستريتايرن (آرثر سبايدرويك).
تريلر الفيلم من موقع يوتيوب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق