فولند، الشيطانُ في رواية بولغاكوف المُعلم ومارغريتا، استمرارٌ للتقليد الأدبي الذي أرساه مفستوفيليس، الشيطان الذي يفوق فاوست إنسانيةً في كثيرٍ من الأحيان، ففولند (الأجنبي) الذي يظهر فجأة في شوارع موسكو مُخلِصٌ - بطريقته - يقود المُعلم ومارغريتا إلى السكينة، مُحققاً لهما خلاصاً لم يكن ليأتي لو لم يُرسله الله أداةً له. فولند يعملُ مع الله والمسيح، ولا يضره أن يتلقى الرسائل عبر متى العشار ليهزأ من أمنيته بخلو الأرضُ من الظلال، فالظل رديف النور، والعالم لا يكتمل إلا بوجود فولند والمسيح فيه. الجميعُ أبناء الرب، وأدواته في الخلق، حتى بيلاطس البُنطي الذي غُفَرَ لهُ آخر الأمر.
يظهر فولند مع حاشيته من حيثُ لا يعلم أحدٌ ويُقدم نفسه إلى صفوة المُجتمع الأدبي في موسكو - كما يُفترض - فيُحاجج الشاعر إيفان بزدومني والأديب ألكساندر برليوز رئيس رابطة الماسوليت الأدبية حول وجود المسيح، مُقدماً رواية أخرى لمُقابلة المسيح مع بيلاطس البُنطي للمرة الأولى بوصفه شاهد عيانٍ مُباشر، كما أنه يتحدث عن الكيفية التي أوحى بها لإيمانويل كانت بمبادئ فلسفة الشك على مائدة الإفطار. يقود فولند ورفاقه بزدومني إلى حافة الجنون بسلوكهم الغريب، لكنهم سُرعان ما يتخلون عنه ليتسلطوا على مُدير مسرح المنوعات (الفاريته) ليخدييف مستوليين على شقته التي كان يتقاسمها مع برليوز الذي أصبح مرحوماً، الشقة رقم خمسين في شارع السادوفايا - وهي شقة شهيرة في الأدب - ومحولين إياها إلى مسرحٍ لأكثر الأحداث غرائبية في الأدب.
جاء فولند - مع رفاقه: كرفيوف، بهيموث، عزاييلو، وهيلا - لينتقم من الأشرار ويُجازيهم سوء ما عملته أيديهم، وليجعل أهل موسكو يسيرون عُراةً في الشوارع جزاء لنفاقهم وريائهم. قد تُفسَرُ أفعال فولند على أنها نقدٌ لاذع للستالينية المُتطرفة، وقد يرى بعض القساوسة في رواية المُعلِم ومارغريتا تمجيداً للشيطان، لكن بولغاكوف لا يسعى لتمجيد فولند أو نقد ستالين بقدر ما يُقدم رؤية لخطة الخلق التي يلعب فيها كُل مخلوقٍ دوراً مُهماً. لقد كان دورُ بيلاطس البُنطي - الذي ظل يبحث عن الغُفران لآلاف السنين - مُهماً في تاريخ الشعوب المؤمنة بإلهٍ واحد رغم أنه كان وثنياً، أما بالنسبة للشيطان، فالكثير ينسون - أو يتناسون - أنه كان أحد المُقربين، وأنه رغم تحديه لله لا زال من عباده. الشيطان يلعبُ دوراً هاماً في حياة البشرية مُنذ خلق آدم، وهو أقرب إلى الإنسان من الوريد، فكيف يُمكن تجاهل دوره في خُطة الخلق؟ حتى أفعال الشيطان الأشدُ قسوةٍ لها ما يُبررها آخر الأمر، لأنه وعصبته يغيرون حياة موسكو تماماً، ويقتادون المُعلم إلى السكينة بعد رحلةٍ خيالية في الجوانب الأكثر ظلمة وغموضاً.
فولند قوةٌ إيجابية، ورغم كونه رمزاً، إلا أن شخصيته تتميز بأنها ذات أبعادٍ مُركبة لا يُمكِن أن تُسطَح. سُخرية فولند اللاذعة من كُل شيء، وشكواه من ألم ركبتيه، وتجواله في حفلته مُرتدياً مبذله بينما تُعزَفُ موسيقى هللويا أشياء أكثر عُمقاً بكثير من أن تُفسَرَ بُثنائية بسيطة: الخير - الشر، فكُل ما هو مخلوق عائد إلى الخالق.
كورس هللويا من ميسيا هاندل (يوتيوب).
يظهر فولند مع حاشيته من حيثُ لا يعلم أحدٌ ويُقدم نفسه إلى صفوة المُجتمع الأدبي في موسكو - كما يُفترض - فيُحاجج الشاعر إيفان بزدومني والأديب ألكساندر برليوز رئيس رابطة الماسوليت الأدبية حول وجود المسيح، مُقدماً رواية أخرى لمُقابلة المسيح مع بيلاطس البُنطي للمرة الأولى بوصفه شاهد عيانٍ مُباشر، كما أنه يتحدث عن الكيفية التي أوحى بها لإيمانويل كانت بمبادئ فلسفة الشك على مائدة الإفطار. يقود فولند ورفاقه بزدومني إلى حافة الجنون بسلوكهم الغريب، لكنهم سُرعان ما يتخلون عنه ليتسلطوا على مُدير مسرح المنوعات (الفاريته) ليخدييف مستوليين على شقته التي كان يتقاسمها مع برليوز الذي أصبح مرحوماً، الشقة رقم خمسين في شارع السادوفايا - وهي شقة شهيرة في الأدب - ومحولين إياها إلى مسرحٍ لأكثر الأحداث غرائبية في الأدب.
جاء فولند - مع رفاقه: كرفيوف، بهيموث، عزاييلو، وهيلا - لينتقم من الأشرار ويُجازيهم سوء ما عملته أيديهم، وليجعل أهل موسكو يسيرون عُراةً في الشوارع جزاء لنفاقهم وريائهم. قد تُفسَرُ أفعال فولند على أنها نقدٌ لاذع للستالينية المُتطرفة، وقد يرى بعض القساوسة في رواية المُعلِم ومارغريتا تمجيداً للشيطان، لكن بولغاكوف لا يسعى لتمجيد فولند أو نقد ستالين بقدر ما يُقدم رؤية لخطة الخلق التي يلعب فيها كُل مخلوقٍ دوراً مُهماً. لقد كان دورُ بيلاطس البُنطي - الذي ظل يبحث عن الغُفران لآلاف السنين - مُهماً في تاريخ الشعوب المؤمنة بإلهٍ واحد رغم أنه كان وثنياً، أما بالنسبة للشيطان، فالكثير ينسون - أو يتناسون - أنه كان أحد المُقربين، وأنه رغم تحديه لله لا زال من عباده. الشيطان يلعبُ دوراً هاماً في حياة البشرية مُنذ خلق آدم، وهو أقرب إلى الإنسان من الوريد، فكيف يُمكن تجاهل دوره في خُطة الخلق؟ حتى أفعال الشيطان الأشدُ قسوةٍ لها ما يُبررها آخر الأمر، لأنه وعصبته يغيرون حياة موسكو تماماً، ويقتادون المُعلم إلى السكينة بعد رحلةٍ خيالية في الجوانب الأكثر ظلمة وغموضاً.
فولند قوةٌ إيجابية، ورغم كونه رمزاً، إلا أن شخصيته تتميز بأنها ذات أبعادٍ مُركبة لا يُمكِن أن تُسطَح. سُخرية فولند اللاذعة من كُل شيء، وشكواه من ألم ركبتيه، وتجواله في حفلته مُرتدياً مبذله بينما تُعزَفُ موسيقى هللويا أشياء أكثر عُمقاً بكثير من أن تُفسَرَ بُثنائية بسيطة: الخير - الشر، فكُل ما هو مخلوق عائد إلى الخالق.
كورس هللويا من ميسيا هاندل (يوتيوب).
ما معنى كورس هاليولا
ردحذفوما الترجمه التى قرأت بها الروايه
كورس هللويا خاتمة القطعة من أوراتورية هاندل المعنونة المسيح Messiah، والمعزوفة التي عُزفت في حفلة الشيطان الكُبرى.
ردحذفالترجمة التي قرأتها أولاً ترجمة إبراهيم شُكر، هُناك ترجمة أخرى قام بها يوسف حلاق وصدرت في زمنٍ مُقارب. يُعيد شُكر أسماء الشخصيات المُحورة إلى أصولها، فيُشير إلى يشوع الغناصري بوصفه يسوع الناصري، وليفي ماتفي متى العشار، بينما يُحافظ حلاق على تحويرات بولغاكوف الأصلية. روح الترجمتين متقاربة جداً، ومُخلصة إلى حدٍ كبير لبولغاكوف.
شكرا هند
ردحذف