سيدة في الماء
فاز شمالَن بجائزتين عن هذا الفيلم الذي سقط بشكلٍ مدوٍ، جائزة التوتة الذهبية لأسوأ ممثل مساعد، والتوتة الذهبية لأسوأ مُخرج. يرى البعض أن أكبر أسباب فشل الفيلم المساحة التي أخذها شمالَن فيه ليُمثل كواحدٍ من الشخصيات الرئيسية في الفيلم، بعد أن لم يعد الظهور العابر كافياً له.
الفيلم فانتازيا عن حارس مبنى يكتشف سيدة لا يعرف هويتها في حوض السباحة الخاص بالمبنى، تخبره أن اسمها ستوري (قصة) وأنها قادمة من عالم الماء لتُحذر البشر وتروي قصة. يحاول الحارس مساعدتها بإيجاد كاتبٍ يروي القصة، ويلجأ لمستأجر اسمه فيك (شمالَن) يعيش مع أخته أنا ويُعاني من اكتئاب كتابة. ثم تتعقد القصة ليحاول فيك كتابة كتابٍ يُغير العالم، وترحل سيدة الماء بعد أن حذرت البشر من أطماعهم وحيواتهم الدنيوية، ونسيانهم لبراءة الطفولة، ولعذوبة القصص الأولى.
نال الفيلم تقريعاً لاذعاً من النقاد مُذ عُرض، وخصوصاً فيما يتعلق بتمثيل شمالَن فيه، فكتب الناقد السينمائي مارك كيرمود عنه: "الأمر يُشبه أن يصب أحدهم البترول فوق رأسه ثم يُشعل النار في نفسه". انتُقد تدخل شمالَن في الفيلم بشراسة، وقيل إنه استخدم الفيلم كأداةٍ لتلميع ذاته، فلم يكتفٍ بدورٍ هامشي كالعادة، بل اختار نفسه ليُمثل دور كاتبٍ صاحب رؤية تُغير العالم بأكمله. بينما سخرت مانولا دارجس من النيويورك تايمز قائلة إن الشيء الوحيد الذي تُريد مخلوقات الماء أن تُسمعه للبشر هو مدى عظمة شمالَن وقدرته على تغيير العالم والأشياء الرائعة التي يفعلها.
مر الفيلم مُروراً عابراً في شُباك التذاكر، ومع التمزيق النقدي له، يكاد الفيلم لا يلقى من أعجب به باستثناء قلةٍ من معجبي شمالَن وبطل الفيلم الممثل بول جيامتي. كما أن دلالاته الفكرية قد اختفت تماماً وراء انعطافات الحبكة ومحاولات شمالَن إظهار نفسه ممثلاً بارعاً، ورؤيوياً. الفيلم بأكمله غير مصنوع بشكلٍ يُمكن المرء من أن يأخذه بشكلٍ جدي رغم وجود لحظاتٍ جيدة فيه. وفيه تأخذ بارانويا شمالَن منُعطفاً خطيراً نحو جنون العظمة الذي لم يكن ثيمة رُعبٍ شهيرة من قبل، لكنه ثيمة كارثية تُلازم سقوط العقول المُفكرة.
الحدث
فيلم شمالَن الأخير في 2008 أولُ فيلمٍ له يحصل على تصنيف R (للكبار فقط) وذلك لمحتواه العنيف جداً، ولعرضه مشاهد قتلٍ وتمزيق بشكلٍ مُفصل. في "الحدث" تعود البارانويا لتكون السمة الرئيسية، وهذه المرة يكون العدو الهواءَ الذي نتنفسه.
يبدأ الفيلم بأناسٍ يفقدون فجأة صلتهم بالواقع حولهم، ثم بسيدة تغرس مشبك شعرها في عُنقها مُنتحرة، ثم ينتقل المشهد إلى عمارة تحت الإنشاء يبدأ العمال فيها بالتساقط من الأدوار العُليا مُنتحرين، فيما يعم وباء الانتحار نيويورك. بعدها تنتقل الأحداث إلى فيلادلفيا - مدينة شمالَن المفضلة - حيث يُتابع الناس بفضول ما يجري في نيويورك، وتُحذر الحكومة الناس من هجومٍ إرهابي بالغاز يجعل الناس يلجأون إلى أقرب وسيلة لقتل أنفسهم، قبل أن يبدأ الوباء في الانتشار في الولايات التي تُشكل ما يعرف بحزام نيو إنكلاند - (حزام الكوارث) كما يُسميه النقاد - ويبدأ البطل رحلة هروبٍ بزوجته وابنة صديقه الحميم - الذي ينتحر أيضاً - من هذا الوباء الغريب، وفي الطريق يُصادف مراهقين يصطحبهما معه في رحلته. الوباء يُحاصرهم من كُل جهة، والمُدن جميعها منكوبة. في الاستراحات القليلة التي يتجمع فيها الهاربون تُعرض أشرطة مصورة بشعة تُظهر حارس حديقة يستثير الأسود لتأكله، وآخرين ينتحرون بطرقٍ بشعة. أمٌ تتحدث على الهاتف مع ابنتها في ولاية أخرى ضربها الوباء، الابنة مذعورة لأن الناس ماتوا، نافذتها مفتوحة، يتسرب الهواء، تقفز الابنة تاركة الأم على الخط.
يتلاشى احتمال الهجوم الإرهابي، وشيئاً فشيئاً يتأكد للبطل والهاربين معه أن النباتات تُطلق غازاً يؤثر على الأعصاب متى ما أحست بتجمع عددٍ من الناس، ويبدأون في الارتياب بمن حولهم من الأفراد الذين قد يكونوا على صلةٍ بجنون النباتات، ثم بالهواء نفسه الذي يحمل الموت بأبشع الطرق. تُجبر هذه البارانويا البعض على الاشتباه في الجميع، فيرفض مجهولٌ في منزلٍ وسط الغابة إيواء الفارين، ويقتل المُراهقين ببندقية. الجميع مصدر ريبة في هذا الفرار المحموم بمن فيهم سيدة تستضيف البطل وزوجته وابنة صديقه لليلةٍ عندها وتضطهدهم، قبل أن يُصيبها الوباء عند خروجها صباحاً لتعليق غسيلها، فتطرق أبواب المنزل وجدرانه برأسها - تقنية شمالَن المفضلة - قبل أن تكسر النافذة برأسها.
يبقى الأبطال الثلاثة مُحاصرين في منزلين مُتقابلين، ثم يُقررون أن يخرجوا جميعاً ليلاقوا موتهم الذي تحمله الريح، لكن الوباء يتوقف فجأة كما بدأ، ولا يعرف أحدٌ لماذا بدأ، ولماذا انتهى. لتبدأ التكهنات حول تأثير النباتات، وحول تجارب حكومية سرية رهيبة، وحول هجماتٍ إرهابية مُتلاحقة، لكن أحداً لا يعرف حقاً لماذا جُن الهواء وجُنت النباتات.
يضرب الوباء فرنسا في نهاية الفيلم، مشيراً إلى أن النبات سيواصل انتقامه من الإنسان، وأن الطبيعة ستذيقه ما أذاقها بمدنيته الوحشية.
الفيلم مليء بالترقب، لكنه أضعف أفلام شمالَن - حتى الساعة - لدرجة أن النقاد وصفوه بأنه التوقيع على وثيقة سقوط مُخرجٍ عظيم. تصوير الريح والترقب كان جيداً، لكن المُبالغة في العُنف لم تخدم الفكرة، كما أن التأثير الذي يُخلفه الفيلم يقل عن متوسط. مرتبة الفيلم في سلسلة أفلام البارانويا الخاصة بشمالَن كالمرحلة النهائية من المرض، الجنون التام، الذي بدأ بالتدريج في "الحاسة السادسة" و"الذي لا يُقهر"، ثم اشتد في "الإشارات" و"القرية"، واختلط بجنون العظمة في "سيدة في الماء" ليصل إلى مرحلةٍ ميؤوسٍ منها تماماً في الفيلم الأخير "الحدث" الذي لا يُقدم تفسيراً، ولا أملاً، وفي الوقت عينه يبدو خاتمة منطقية ومُقنعة لما سبق.
جميع (المُرعبين) ينقلون كوابيسهم إلى جمهورهم في مُحاولة للتطهر منها، ومحاولة شمالَن للتطهر من الكوابيس التي لاحقته - الكوابيس ذات العلاقة بالدق على الأبواب والوحوش المُصرة على إيقاع الأذى - قادته والمشاهدين إلى سقوطٍ شبيه بسقوط البطل في التراجيديا الإغريقية. فيلمه الأخير يقول بوضوح إن على شمالَن أن يتخلى عن البارانويا مستقبلاً ويستكشف ثيماتٍ فنية جديدة في المُستقبل وإلا فإن "الحدث" سيظل التوقيع على وثيقة سقوطه، وسيكون ما يلي محاولاتٍ هزيلةٍ لاستعادة ما قد مضى.
فاز شمالَن بجائزتين عن هذا الفيلم الذي سقط بشكلٍ مدوٍ، جائزة التوتة الذهبية لأسوأ ممثل مساعد، والتوتة الذهبية لأسوأ مُخرج. يرى البعض أن أكبر أسباب فشل الفيلم المساحة التي أخذها شمالَن فيه ليُمثل كواحدٍ من الشخصيات الرئيسية في الفيلم، بعد أن لم يعد الظهور العابر كافياً له.
الفيلم فانتازيا عن حارس مبنى يكتشف سيدة لا يعرف هويتها في حوض السباحة الخاص بالمبنى، تخبره أن اسمها ستوري (قصة) وأنها قادمة من عالم الماء لتُحذر البشر وتروي قصة. يحاول الحارس مساعدتها بإيجاد كاتبٍ يروي القصة، ويلجأ لمستأجر اسمه فيك (شمالَن) يعيش مع أخته أنا ويُعاني من اكتئاب كتابة. ثم تتعقد القصة ليحاول فيك كتابة كتابٍ يُغير العالم، وترحل سيدة الماء بعد أن حذرت البشر من أطماعهم وحيواتهم الدنيوية، ونسيانهم لبراءة الطفولة، ولعذوبة القصص الأولى.
نال الفيلم تقريعاً لاذعاً من النقاد مُذ عُرض، وخصوصاً فيما يتعلق بتمثيل شمالَن فيه، فكتب الناقد السينمائي مارك كيرمود عنه: "الأمر يُشبه أن يصب أحدهم البترول فوق رأسه ثم يُشعل النار في نفسه". انتُقد تدخل شمالَن في الفيلم بشراسة، وقيل إنه استخدم الفيلم كأداةٍ لتلميع ذاته، فلم يكتفٍ بدورٍ هامشي كالعادة، بل اختار نفسه ليُمثل دور كاتبٍ صاحب رؤية تُغير العالم بأكمله. بينما سخرت مانولا دارجس من النيويورك تايمز قائلة إن الشيء الوحيد الذي تُريد مخلوقات الماء أن تُسمعه للبشر هو مدى عظمة شمالَن وقدرته على تغيير العالم والأشياء الرائعة التي يفعلها.
مر الفيلم مُروراً عابراً في شُباك التذاكر، ومع التمزيق النقدي له، يكاد الفيلم لا يلقى من أعجب به باستثناء قلةٍ من معجبي شمالَن وبطل الفيلم الممثل بول جيامتي. كما أن دلالاته الفكرية قد اختفت تماماً وراء انعطافات الحبكة ومحاولات شمالَن إظهار نفسه ممثلاً بارعاً، ورؤيوياً. الفيلم بأكمله غير مصنوع بشكلٍ يُمكن المرء من أن يأخذه بشكلٍ جدي رغم وجود لحظاتٍ جيدة فيه. وفيه تأخذ بارانويا شمالَن منُعطفاً خطيراً نحو جنون العظمة الذي لم يكن ثيمة رُعبٍ شهيرة من قبل، لكنه ثيمة كارثية تُلازم سقوط العقول المُفكرة.
الحدث
فيلم شمالَن الأخير في 2008 أولُ فيلمٍ له يحصل على تصنيف R (للكبار فقط) وذلك لمحتواه العنيف جداً، ولعرضه مشاهد قتلٍ وتمزيق بشكلٍ مُفصل. في "الحدث" تعود البارانويا لتكون السمة الرئيسية، وهذه المرة يكون العدو الهواءَ الذي نتنفسه.
يبدأ الفيلم بأناسٍ يفقدون فجأة صلتهم بالواقع حولهم، ثم بسيدة تغرس مشبك شعرها في عُنقها مُنتحرة، ثم ينتقل المشهد إلى عمارة تحت الإنشاء يبدأ العمال فيها بالتساقط من الأدوار العُليا مُنتحرين، فيما يعم وباء الانتحار نيويورك. بعدها تنتقل الأحداث إلى فيلادلفيا - مدينة شمالَن المفضلة - حيث يُتابع الناس بفضول ما يجري في نيويورك، وتُحذر الحكومة الناس من هجومٍ إرهابي بالغاز يجعل الناس يلجأون إلى أقرب وسيلة لقتل أنفسهم، قبل أن يبدأ الوباء في الانتشار في الولايات التي تُشكل ما يعرف بحزام نيو إنكلاند - (حزام الكوارث) كما يُسميه النقاد - ويبدأ البطل رحلة هروبٍ بزوجته وابنة صديقه الحميم - الذي ينتحر أيضاً - من هذا الوباء الغريب، وفي الطريق يُصادف مراهقين يصطحبهما معه في رحلته. الوباء يُحاصرهم من كُل جهة، والمُدن جميعها منكوبة. في الاستراحات القليلة التي يتجمع فيها الهاربون تُعرض أشرطة مصورة بشعة تُظهر حارس حديقة يستثير الأسود لتأكله، وآخرين ينتحرون بطرقٍ بشعة. أمٌ تتحدث على الهاتف مع ابنتها في ولاية أخرى ضربها الوباء، الابنة مذعورة لأن الناس ماتوا، نافذتها مفتوحة، يتسرب الهواء، تقفز الابنة تاركة الأم على الخط.
يتلاشى احتمال الهجوم الإرهابي، وشيئاً فشيئاً يتأكد للبطل والهاربين معه أن النباتات تُطلق غازاً يؤثر على الأعصاب متى ما أحست بتجمع عددٍ من الناس، ويبدأون في الارتياب بمن حولهم من الأفراد الذين قد يكونوا على صلةٍ بجنون النباتات، ثم بالهواء نفسه الذي يحمل الموت بأبشع الطرق. تُجبر هذه البارانويا البعض على الاشتباه في الجميع، فيرفض مجهولٌ في منزلٍ وسط الغابة إيواء الفارين، ويقتل المُراهقين ببندقية. الجميع مصدر ريبة في هذا الفرار المحموم بمن فيهم سيدة تستضيف البطل وزوجته وابنة صديقه لليلةٍ عندها وتضطهدهم، قبل أن يُصيبها الوباء عند خروجها صباحاً لتعليق غسيلها، فتطرق أبواب المنزل وجدرانه برأسها - تقنية شمالَن المفضلة - قبل أن تكسر النافذة برأسها.
يبقى الأبطال الثلاثة مُحاصرين في منزلين مُتقابلين، ثم يُقررون أن يخرجوا جميعاً ليلاقوا موتهم الذي تحمله الريح، لكن الوباء يتوقف فجأة كما بدأ، ولا يعرف أحدٌ لماذا بدأ، ولماذا انتهى. لتبدأ التكهنات حول تأثير النباتات، وحول تجارب حكومية سرية رهيبة، وحول هجماتٍ إرهابية مُتلاحقة، لكن أحداً لا يعرف حقاً لماذا جُن الهواء وجُنت النباتات.
يضرب الوباء فرنسا في نهاية الفيلم، مشيراً إلى أن النبات سيواصل انتقامه من الإنسان، وأن الطبيعة ستذيقه ما أذاقها بمدنيته الوحشية.
الفيلم مليء بالترقب، لكنه أضعف أفلام شمالَن - حتى الساعة - لدرجة أن النقاد وصفوه بأنه التوقيع على وثيقة سقوط مُخرجٍ عظيم. تصوير الريح والترقب كان جيداً، لكن المُبالغة في العُنف لم تخدم الفكرة، كما أن التأثير الذي يُخلفه الفيلم يقل عن متوسط. مرتبة الفيلم في سلسلة أفلام البارانويا الخاصة بشمالَن كالمرحلة النهائية من المرض، الجنون التام، الذي بدأ بالتدريج في "الحاسة السادسة" و"الذي لا يُقهر"، ثم اشتد في "الإشارات" و"القرية"، واختلط بجنون العظمة في "سيدة في الماء" ليصل إلى مرحلةٍ ميؤوسٍ منها تماماً في الفيلم الأخير "الحدث" الذي لا يُقدم تفسيراً، ولا أملاً، وفي الوقت عينه يبدو خاتمة منطقية ومُقنعة لما سبق.
جميع (المُرعبين) ينقلون كوابيسهم إلى جمهورهم في مُحاولة للتطهر منها، ومحاولة شمالَن للتطهر من الكوابيس التي لاحقته - الكوابيس ذات العلاقة بالدق على الأبواب والوحوش المُصرة على إيقاع الأذى - قادته والمشاهدين إلى سقوطٍ شبيه بسقوط البطل في التراجيديا الإغريقية. فيلمه الأخير يقول بوضوح إن على شمالَن أن يتخلى عن البارانويا مستقبلاً ويستكشف ثيماتٍ فنية جديدة في المُستقبل وإلا فإن "الحدث" سيظل التوقيع على وثيقة سقوطه، وسيكون ما يلي محاولاتٍ هزيلةٍ لاستعادة ما قد مضى.
H.M.H
ردحذفشاهدت فيلم الحدث وشعرت بأنه كا استعراض لطرق انتحار.
كما ذكرتي لا توجد أسباب لجنون الهواء أو النبات ولا وجود لسبب توقفها.
حاولت مقارنته بفيلم "the mist" ولكن المقارنة جاءت ظالمة تماماً.
تحياتي
أسامة
شكرا جزيلا لك يا عزيزي. دائما أجد في ما تكتبه شيئا مختلفا ومتميّزا. وقد شدّني كلامك عن الفيلم كثيرا رغم أنني لم أشاهده بعد.
ردحذفلكني أحب مثل هذه النوعية من الأفلام التي تناقش مواضيع ذات طبيعة سيكولوجية او فلسفية.
ذكّرني حديثك الجميل عن الفيلم بأعمال بازوليني وتاركوفسكي وبيرغمان.هذا بالرغم من ان معلوماتي عن هؤلاء لا تتجاوز بعض مشاهد عابرة من اعمالهم او كتابات قرأتها عنهم هنا او هناك.
تحياتي الخالصة لك والى لقاء قريب.
بروميثيوس
http://prom2000.blogspot.com/
أسامة..
ردحذفشعرتُ بشعورٌ مقارب لشعورك عند مشاهدة فيلم الحدث، رأيته كمحاولة انتقام من شمالن الذي خلت أفلامه السابقة من مشاهد الموت العنيف، فقرر استعراض كُل مخزون السادية عنده.
المشكلة في انعدام الأسباب أنها تعدت البارانويا وانتقلت إلى خانة الجنون التام.
مُقارنة الحدث بأي فيلم من الدرجة B سيظلمه، وليس فقط مقارنته بفيلم الضباب.
تحياتي
بروميثيوس..
ردحذفمرحباً بك في تصدعت المرآة، وآمل تكرار الزيارة، كما أشكرك على إطرائك الرقيق جزيلاً.
رُبما تكون أعمال إم. نايت شمالن امتداداً للتقليد السينمائي الذي كان تاركوفسكي من رواده. شمالن أحد (المُرعبين) الذين يقيمون أعمدة السينما الخيالية، ويناقشون مواضيع فلسفية ونفسية ودينية في أفلامهم. غالباً ما تعكس أفلامُ شمالَن زيجاتٍ مفككة وغربة اجتماعية شديدة، وفي هذا يقترب من بيرغمان. العُزلة الإنسانية العميقة التي تُحول كُل إنسانٍ إلى جزيرة معزولة بعيدة عن الحياة، وتُجمد العلاقات الإنسانية. هذه الثيمة جُزء من عالم البارانويا الذي يُنشئه شمالن، حيث لا يستطيع أحدٌ أن يثق بأحد، وحيث التواصل مفقود.
كُل شخصيات شمالَن تسعى للخلاص بطريقة أو بأخرى، بحيث يُصبح الخوارقي جُزءاً من ثيمة الخلاص نفسها.
إلى لقاء قريب.
تحياتي القلبية..