"أسألكم أن تؤمنوا، ليس فقط بقدرتي على إحداث تغييرٍ في واشنطن، بل بقدرتكم أنتم".- باراك أوباما
جعل تقرير قناة الجزيرة عن دلالات فوز أوباما الثقافية والسياسية منه مسيحاً مُخلصاً، وحول حُسين أوباما إلى الغريب المُنقذ الذي جاء ليبذر البطل الذي سيُخرج أمريكا من ليلٍ طويل. بينما خرج الأمريكيون قوافل ليصوتوا لأوباما منذ الصباح الباكر لأنهم أرادوا تغييراً، وأوباما مثل لهم التغيير. الذي تكلم ونَصَرَ أوباما لم يكن غير الملايين الذين خرجوا من بيوتهم ليُرسلوه إلى البيت الأبيض، لا ميلاد المُخلِص. كان قرار الجماهير. العالم يتغير، ولم يعد يُريد أن يربط التغيير بأفرادٍ، بل بقرارٍ جمعي. تأليه القادة لم يعد مُمكناً الآن، فالعالم يتغير بعد أن وصل في القرن العشرين إلى ما يقارب القاع.
حصل باراك أوباما على نسبة أصواتٍ كبيرة رغم عرقه وضعف خبرته السياسية، لكن ميزة وحيدة حُسبت له: شجاعته وإصراره على مواجهة القضايا مُباشرة. وخسر جون مكين رغم جو السباك الذي يُصر على إدراجه دائماً في المُناظرات - وربما كان جو السباك ما أكد للناخبين بعد مكين عن الغالبية الفقيرة في أمريكا والعالم -. في ظرفٍ آخر، كان مكين ليكون خياراً حسناً، لكن مكين - رغم شجاعته وثبات مواقفه - لم يستطع الوقوف في وجه التغيير، فالشعب لم يعد يريد الرجال البيض الأثرياء، ولم يعد يُريد سياسات المحافظين الجُدد التي قادت العالم إلى الخراب. احتفل الإفريقيون بفوز (الأخ) أوباما، واحتفل الفقراء والمسحوقون بعودة الحُلم الأمريكي. لكن أوباما - الذي يستطيع أن يفوز في أوروبا كذلك لو رشح نفسه هناك - في موقفٍ صعب، فلا شيء أسوأ من غضب أمةٍ خاب أملها فيمن اختارته مُمثلاً عن آمالها.
زمن التغيير لا يُريد مُخلصين، بل أفراداً قادرين على اتخاذ قرارٍ جمعي بالتغيير.
زمن التغيير لا يُريد مُخلصين، بل أفراداً قادرين على اتخاذ قرارٍ جمعي بالتغيير.
ردحذف