يا ربة القدر
يا مثيلة القمر
سنتك التحول
زمانك بدرٌ
وإما محاق.
الحياة مقيتة،
تغمينها،
ثم تريحينها
حين يقبضها الوهم.
الضعف والقوة
تذيبينهما كالثلج.
القدر: وحشي
وخالٍ،
عجلتك الدائرة شريرة
الوجود عدم
يتلاشى إلى لا شيء
متشحاً ظلالاً وأقنعة
تبتلينني الآن بلعبتك
تحنين ظهري العاري
لشرك.
القدر: في الرخاء والفضيلة
عدوي، يقتادني، يُثقلني،
يستعبدني دوماً.
لذا، الآن،
أعزف على الأوتار المهتزة
ولأن القدر يُهلك القوي،
ينتحب الجميع معي!
أندب جروح ربة القدر
بعينين دامعتين،
فكل ما وهبتني إياه،
سلبتني إياه.
حقيقة ما كُتب عن شعرها الجميل،
لكنها حين تحل لتقتنص سانحة،
صلعاء.
على عرشها كنت أجلس منتصباً
متوجاً بزهور الرغد كثيرة الألوان
مزهراً، سعيداً، ومباركاً.
الآن أهوي من حالقٍ،
محروماً من كل مجدِ.
تدور عجلة القدر،
أهوي مُحتقَراً،
يصعد آخر شاهقاً،
ليخش الهلاك!
لأنه قد كُتبِ على المحور:
الملكة هيكوبا.
11 مايو 2009
ربة القدر
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
جميلة جدا هذه القطعة. وأجمل منها ترجمتك البهيّة.
ردحذفطبعا اعرف كارمينا بورانا وكارل اورف. فقد سمعت هذه القطعة مرارا بمقدّمتها الملحمية وبصوت الكورال الصاخب المجلجل فيها.
لكن هذه أول مرة اعرف فيها أنها مستوحاة من قصائد شعرية.
لا يذكر اورف إلا وتذكر معه هذه المقطوعة بالذات. ولا اعرف ما إذا كان قد ألف غيرها لكنها تبدو كما لو كانت موسيقاه اليتيمة رغم شهرتها الواسعة والعريضة.
شكرا لك على الروابط المفيدة وشكرا لك أكثر على الترجمة الأنيقة.
مع خالص مودتي.
بروميثيوس
مرحباً بك بروميثيوس، وحمداً لله على سلامة العودة من بريطانيا..
ردحذفأشكرك على ثنائك الرقيق جزيل الشكر.
صوت الكورال الصاخب المجلجل سر نجاح وذيوع هذه المقطوعة كما أرى. الكورال يُنشد باللاتينية، لكن اللاتينية مجهولة حتى للمستمع الأوروبي، لذلك تبدو كترتيل نبوءة مجهولة. أصواتٌ بشرية لا ندري ما تقوله، لكننا نعرف أنها لبشرٍ، وأنها تقول شيئاً ما، شيئاً يتجاوز اللغات المحدودة ويعلو ليجمع البشر. من دون أن يعرف المرء أن اسم الحركة الأولى من [كارمينا بيورانا] "ربة القدر"، فإنه يستطيع أن يُحس بشيء قدري في صوت الكورال والتوليف الموسيقي كاملاً.
تشبه "أو فورتشونا" - الاسم باللاتينية - في اعتمادها على الصوت البشري مقطوعات شهيرة أخرى، كمقطوعة فانجيليس "فتح الجنة" - التي أذكر أنك تناولتها مرةً ضمن حديثك عنه - فهمهمة الكورس في خلفية الموسيقى ما يُعطيها بعدها الملحمي وقوتها التأثيرية. الأمر نفسه بالنسبة لمقطوعة "ما نحتاجه بطل" من فيلم [بيوولف] لآلان سيلفستري، فالصوت البشري فيها يعطيها تأثيرها رغم أن المستمع لا يعرف ما يقوله المتحدثون بالضبط.
مع ذلك، تختلف كارمينا بيورانا في أصلها الشعري الذي يعود إلى القرون الوسطى.
تقريباً، يُمكن وصف [كارمينا بيورانا] - "أو فورتشونا" بالذات - بأنها بيضة الديك لكارل أورف، إذ أن كل قطعة موسيقية أخرى ألفها تتلاشى في ظل [كارمينا بيورانا] التي ألفها في الأساس كجزء من ثلاثية تضم [كاتولي كارمينا] و[تروينفو دي أفروديت] بعنوان [تروينفي] (الانتصارات).
شكراً لك على حضورك الجميل، وتعليقاتك الراقية والمفيدة دائماً.
تحياتي القلبية...
مقال ممتاز كالعادة. وما يجعله أكثر تميّزا هو طابعه الذي تغلب عليه النكهة الساخرة.
ردحذفوما كتبته واقع ماثل للعيان. غير أنني أشكرك شكرا خاصا على شرحك وإشاراتك الذكية التي تدلّ على دراية وفهم عميق بقواعد النحو والإعراب. وهو أمر استفدت منه كثيرا. قد يكون الدافع وراء استخدام مثل هذه الصيغ اللغوية بشكل متزايد، رغم خطئها، التقليد الأعمى وادعاء الثقافة وهي ظاهرة نراها كثيرا خاصة في منتديات الحوار.
بالمناسبة، كثيرا ما لفت انتباهي طريقة استخدام بعض المسئولين العرب للمفردات والصيغ اللغوية فهم يتحدّثون عن أشياء كثيرة وفي النهاية لا يقولون شيئا ذا معنى. وليس بالغريب أن يقال أحيانا إن اللغة فقدت معناها وهذا ينطبق علينا أكثر من غيرنا من الأمم.
الحديث عن الصيغ اللغوية يذكّرني بمفردات الخطاب السياسي اللبناني. حاول أن تستمع للسياسيين اللبنانيين وهو يتحاورون على قنوات التلفزيون. ستدهش لكثرة المفردات والصيغ والاشتقاقات اللغوية التي ينحتونها يوميا تقريبا. بعضها غريب الوقع على الأذن، وبعضها الآخر يصعب فهم معناه أو دلالته. وربّما لا يسمح الوقت بالتفصيل في هذه الجزئية. لكن أتمنى أن اكتب عن هذه الظاهرة قريبا لأنها كثيرا ما استرعت انتباهي وهي مثيرة للاهتمام فعلا. ولا يفوتني أن أشيد بردّك الرائع الذي عقّبت فيه على موضوع موسيقى كارل اورف.
مع خالص تحياتي.
بروميثيوس