Your Scholastic Strength Is Deep Thinking |
You aren't afraid to delve head first into a difficult subject, with mastery as your goal. You are talented at adapting, motivating others, managing resources, and analyzing risk. You should major in: Philosophy Music Theology Art History Foreign language |
اختبارٌ جديد على الشبكة العنكبوتية يخبرني بأنني في المكان الصحيح، لكن المرء إذا احتاج إلى شاشةٍ تعرض نتائج يُعالجها بُريمج لتخبره بمكانه في العالم، فإنه يكون قد افتقد العقل والحس معاً، وهذان أحسبني لم أفقدهما بعد! مع ذلك، تصلح هذه الاختبارات البسيطة التي يُجيب عنها المرء للتسلية كمداخل للتفكير، وربما لقليل من التفلسف، فغاية الفلسفة حسب برتراند رسل هي: "أن تبدأ بشيء بسيط للغاية حتى أنه لا يستحق أن يُقال، لتنتهي بشيء شديد التناقض حتى أن أحداً لن يصدقه."
تقترح نتائج هذا الاختبار - الذي قد تكون وكالة المخابرات المركزية الأمريكية هي من طوره، وتحتفظ بنتائجه في خزائنها الهولوغرافية بانتظار الفرصة الملائمة لاستخدامها ضدي - أنني أحب التفكير، وحسب معلوماتي العلمية المتواضعة، فإن الدماغ هو ما ينسب إليه العُلماء التفكير، وحتى الآن، فإن الدماغ يقع في الرأس. الأمر الذي يعني أنني أحب استخدام رأسي كثيراً، وهذه - لعمري - مصيبة!..
عبرتُ برأسي عشرين شمساً، ولا زلت أريد عبور عشرين أخرى حتى أكتفي، لكن، بما أنني أحبُ استخدام رأسي كثيراً، فهذا يعني أنني سأستهلكها مبكراً، وستسقط من تلقاء ذاتها قبل أن أكمل عشرين شمساً أخرى!.. يجب أن أخفف استهلاك رأسي، وإلا نفدت مواردها ويبست كشجرة صفراء في مدينة مهجورة، ثم سقطت ذات يومٍ!.. لا.. لا.. سأخفف استهلاك رأسي.. لن أفكر كثيراً، فالتفكير من مسببات الصداع.
لكن، حتى لو لم أفكر كثيراً، لو فكرت ساعتين في اليوم فقط، كيف سأضمن أنها لن تسقط؟!..
الأشياء التي أميل إليها تُعلمني أن كارثة ستسقط رأسي واقعةٌ لا محالة!..
الفلسفة!..
الفلسفة هي البلية الكُبرى! فديكارت هو من قال ذات نازلة: "Cogito, ergo sum." فأضل جبلاً كثيراً بقوله هذا، وفسره المتكلمون من بعده بأن قالوا: "أنا أفكر، إذن أنا موجود." والتفكير أمرٌ غير محمود العاقبة، قد نُصحنا قبلاً في مدارسنا أن نُقلع عنه ونكتفي من غنيمته بالإياب طلباً للسلامة، وفراراً من الندامة. إذ أن الفلسفة صارت علماً سيء السمعة، يؤمه أناسٌ مغضوب عليهم كابن سينا وابن رشد، اللذين كان حظهما حسناً، فالناس في أيامهما كانوا أقل حدة، فلا برامج تلفاز مملة، ولا أخبار تحرض على العُنف، لذا لم تكن تسليتهم قتل الفلاسفة وشيهم، بل انشغلوا بأشياء أخرى كذبح الجعد بن درهم يوم عيد الأضحى، وشي ابن المقفع، وتمزيق الحلاج. ولا زال أناس اليوم يحتفلون بهذه المناسبات المباركة، ويتمنون لو ذُبح ابن سينا، وقُطع ابن رشد تقطيعاً.
لأفر من الفلسفة إذن فراري من الأسد، فهي عدو من يُريد الحفاظ على رأسه!
الموسيقى!..
أجارنا الله من مزامير الشيطان!.. وعاقب الفلاسفة الذين أباحوا الموسيقى وجعلوها علماً بما يستحقونه. وليعقب الله بخيرٍ على هواة الموسيقى، فإنني لا أحب أن يأخذ أحدهم رأسي ليكمل مجموعته، ودعواه تطهير المؤمنين من المساخر!..
اللاهوت!..
يا غارة الله!..
لقد أُغلق باب الاجتهاد، وفتح باب السيف!.. والسيف من الأشياء التي تسقط الرؤوس، والتي يجيد حصاد الرؤوس استعمالها!..
لا.. لا.. فلننظر فيما يلي..
الفن!..
واعلموا أن الفن كلمة مذمومة مشجوبة، فهي كسابقاتها مما شجعه الفلاسفة وحثوا عليه وتكلموا في أصوله، بدءاً برأس كُل فتنة وبلاء، أرسطو الوثني، والفن كُله حرام، حتى فن الحرب والقتل، والأولى بكل مؤمنٍ صالح محاربته ودفعه، وتطيير رؤوس المدافعين عنه.
لا..
ليس أمراً يصلح لمن يُريد أن يحفظ رأسه!..
التاريخ!..
والتاريخ هو أحاديث الأمم الغابرة، منها المؤمنة ومنها الكافرة، فأما المؤمنة فالأولى التذكير بصالح أعمالهم، وأما الغابرة فالأولى التحذير من مغبة أفعالهم، والعالم الحق هو ما يقص القصص ليُقرب من الحق، أما أن يدرس التاريخ ليقول أنه يُعيد نفسه فذلك غير الحق، مفسدة الشيطان، ومجلبة النسيان.
ومن أكثر البحث في شؤون الأمم الغابرة والحاضرة، طلع بأخبارٍ وحكاياتٍ طال عليها الدهر أو قصر بها الأمد، فاستسقى منها عبراً، وأعمل فيها كلام الفلاسفة المتكلمين، ثم جاء ينشر البلاء بين المؤمنين، فويحٌ له وألف ويح!..
لا.. ليس التاريخ علماً صالحاً للحفاظ على الرؤوس!..
اللغات الأجنبية!..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تعلم لغة قومٍ أمن شرهم." لذا، يُحثُ المؤمن الصالح على تعلم لغات الكفار، ليأمن شرهم ومكرهم، لكن الدائرة على من يتعلم علوم الكفار وأفكارهم، ويتكلم بأقوالهم. ويقول مناصرو اللغة العربية أن تعلم اللغات الأجنبية يضر اللغة العربية، ويجعل أبناءها يهجرونها، فبئساً للمتشبهين بالكفار!..
الويل!.. الويل!..
أليس هُناك من مهرب لأحتفظ برأسي؟!..
كيف أطورُ طرقاً للحفاظ عليها؟!..
تقترح نتائج هذا الاختبار - الذي قد تكون وكالة المخابرات المركزية الأمريكية هي من طوره، وتحتفظ بنتائجه في خزائنها الهولوغرافية بانتظار الفرصة الملائمة لاستخدامها ضدي - أنني أحب التفكير، وحسب معلوماتي العلمية المتواضعة، فإن الدماغ هو ما ينسب إليه العُلماء التفكير، وحتى الآن، فإن الدماغ يقع في الرأس. الأمر الذي يعني أنني أحب استخدام رأسي كثيراً، وهذه - لعمري - مصيبة!..
عبرتُ برأسي عشرين شمساً، ولا زلت أريد عبور عشرين أخرى حتى أكتفي، لكن، بما أنني أحبُ استخدام رأسي كثيراً، فهذا يعني أنني سأستهلكها مبكراً، وستسقط من تلقاء ذاتها قبل أن أكمل عشرين شمساً أخرى!.. يجب أن أخفف استهلاك رأسي، وإلا نفدت مواردها ويبست كشجرة صفراء في مدينة مهجورة، ثم سقطت ذات يومٍ!.. لا.. لا.. سأخفف استهلاك رأسي.. لن أفكر كثيراً، فالتفكير من مسببات الصداع.
لكن، حتى لو لم أفكر كثيراً، لو فكرت ساعتين في اليوم فقط، كيف سأضمن أنها لن تسقط؟!..
الأشياء التي أميل إليها تُعلمني أن كارثة ستسقط رأسي واقعةٌ لا محالة!..
الفلسفة!..
الفلسفة هي البلية الكُبرى! فديكارت هو من قال ذات نازلة: "Cogito, ergo sum." فأضل جبلاً كثيراً بقوله هذا، وفسره المتكلمون من بعده بأن قالوا: "أنا أفكر، إذن أنا موجود." والتفكير أمرٌ غير محمود العاقبة، قد نُصحنا قبلاً في مدارسنا أن نُقلع عنه ونكتفي من غنيمته بالإياب طلباً للسلامة، وفراراً من الندامة. إذ أن الفلسفة صارت علماً سيء السمعة، يؤمه أناسٌ مغضوب عليهم كابن سينا وابن رشد، اللذين كان حظهما حسناً، فالناس في أيامهما كانوا أقل حدة، فلا برامج تلفاز مملة، ولا أخبار تحرض على العُنف، لذا لم تكن تسليتهم قتل الفلاسفة وشيهم، بل انشغلوا بأشياء أخرى كذبح الجعد بن درهم يوم عيد الأضحى، وشي ابن المقفع، وتمزيق الحلاج. ولا زال أناس اليوم يحتفلون بهذه المناسبات المباركة، ويتمنون لو ذُبح ابن سينا، وقُطع ابن رشد تقطيعاً.
لأفر من الفلسفة إذن فراري من الأسد، فهي عدو من يُريد الحفاظ على رأسه!
الموسيقى!..
أجارنا الله من مزامير الشيطان!.. وعاقب الفلاسفة الذين أباحوا الموسيقى وجعلوها علماً بما يستحقونه. وليعقب الله بخيرٍ على هواة الموسيقى، فإنني لا أحب أن يأخذ أحدهم رأسي ليكمل مجموعته، ودعواه تطهير المؤمنين من المساخر!..
اللاهوت!..
يا غارة الله!..
لقد أُغلق باب الاجتهاد، وفتح باب السيف!.. والسيف من الأشياء التي تسقط الرؤوس، والتي يجيد حصاد الرؤوس استعمالها!..
لا.. لا.. فلننظر فيما يلي..
الفن!..
واعلموا أن الفن كلمة مذمومة مشجوبة، فهي كسابقاتها مما شجعه الفلاسفة وحثوا عليه وتكلموا في أصوله، بدءاً برأس كُل فتنة وبلاء، أرسطو الوثني، والفن كُله حرام، حتى فن الحرب والقتل، والأولى بكل مؤمنٍ صالح محاربته ودفعه، وتطيير رؤوس المدافعين عنه.
لا..
ليس أمراً يصلح لمن يُريد أن يحفظ رأسه!..
التاريخ!..
والتاريخ هو أحاديث الأمم الغابرة، منها المؤمنة ومنها الكافرة، فأما المؤمنة فالأولى التذكير بصالح أعمالهم، وأما الغابرة فالأولى التحذير من مغبة أفعالهم، والعالم الحق هو ما يقص القصص ليُقرب من الحق، أما أن يدرس التاريخ ليقول أنه يُعيد نفسه فذلك غير الحق، مفسدة الشيطان، ومجلبة النسيان.
ومن أكثر البحث في شؤون الأمم الغابرة والحاضرة، طلع بأخبارٍ وحكاياتٍ طال عليها الدهر أو قصر بها الأمد، فاستسقى منها عبراً، وأعمل فيها كلام الفلاسفة المتكلمين، ثم جاء ينشر البلاء بين المؤمنين، فويحٌ له وألف ويح!..
لا.. ليس التاريخ علماً صالحاً للحفاظ على الرؤوس!..
اللغات الأجنبية!..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تعلم لغة قومٍ أمن شرهم." لذا، يُحثُ المؤمن الصالح على تعلم لغات الكفار، ليأمن شرهم ومكرهم، لكن الدائرة على من يتعلم علوم الكفار وأفكارهم، ويتكلم بأقوالهم. ويقول مناصرو اللغة العربية أن تعلم اللغات الأجنبية يضر اللغة العربية، ويجعل أبناءها يهجرونها، فبئساً للمتشبهين بالكفار!..
الويل!.. الويل!..
أليس هُناك من مهرب لأحتفظ برأسي؟!..
كيف أطورُ طرقاً للحفاظ عليها؟!..
هذه الرأس
ثمرة
أم طائر
أم طبق معدني
أم قصيدة نثر
هذه الرأس
لا أعرف حتى كيف تستخدم
غير أنني كل يوم
أطور طرقاً للحفاظ عليها
هذه الرأس
رأسي
وقد استحققتها بجدارة
- لم يقل لي أحدٌ لماذا -
لكنني أستحقها فعلاً
لأنها رأسي
وعلّي أن أقطع بها
أطول مسافةٍ ممكنة
أن أمضي بها بعيداً
قبل أن تسقط من تلقاء نفسها
هذه الرأس
قد أحصد من جرائها جوائز كثيرة:قد أحصد هذا كله وأكثر
- سلة كبيرة من الأحفاد
- وشاحاً مطرزاً بالحكمة
- سوارين ذهبيين من الطمأنينة
- نظاراتٍ للتذكير بالأذنين
- عصا لممارسة التعثر بإتقان
- طقماً صالحاً لعدم المضغ
- بروستاتا أسطورية
للعب البنج بنج مع الجدران
إذا عبرت برأسي سبعين شمساً فقط
ربما لا أكون هنا أو هناك
ولكن ياللمجد
أكون قد عبرت
عبرت مع الكثرة
عبرت مع الجموع
ولم أنخدع بالاستثنائيين
أولئك الذين لا تهمهم رؤوسهم
ولا يستحقونها
مثلما أستحق رأسي
هذه الرأس
أطور كل يومٍ
طرقاً للحفاظ عليها
فأنا لا أرفعها مطلقاً
ولا أتطلع إلى السقف والجبل
لئلا يكتشفها أحدهم
وحين أنام
أسد بإحكامٍ كل منافذها وشقوقها
للتخلص من الأحلام والبعوض
وأغطيها بكل ما تقع عليه يدي
بالقبعات والكوافي والشماغات
بالخرق والقراطيس والجرائد
بالتمائم والبخور والأحذية
خوفاً من الشمس والبرد والحسد
وأغمدها بقوة بين كتفي
وأرفع ياقتي
حتى
لا تسقط
مني
في الزحام
بسبب صفعة خاطئة
من شرطي
تأخر راتبه الشهري
هذه الرأس
أستحقها بجدارة
وأطور كل يوم
طرقاً للحفاظ عليها
ولكن
من يضمن لي
أن أحدهم لن يأخذها
لمزاجه
أو لإكمال مجموعته
أو لمجرد الترويح عن النفس
أو للتغيير فقط
أو حتى من باب الاحتياط
من يضمن لي
أن أحدهم
لن يفكر بإعجاب
يالهذه الرأس!
يجب أن نرفعها
أن نعلقها عالياً
عالياً جداً
ليراها الجميع.
أتعبتني يا رجل حتى وقعت على خطأ لغوي لك:
ردحذفويقول مناصروا اللغة العربية أن تعلم اللغات الأجنبية يضر اللغة العربية، ويجعل أبناءها يهجرونها، فبئساً للمتشبهين بالكفار!..
(مناصروا): (مناصرو)...
(أن): (إن) لأنها بعد القول
نياهاهاهاهااااااااه :)
شكراً جزيلاً لك لتنبيهي إلى هذا الخطأ الإملائي الفاضح! الأمرُ محرجٌ قليلاً، فهذه الألف الشريرة الزائدة قد تسللت إلى اسمٍ واضح!
ردحذفأشكرك مجدداً للتنبيه.
بالنسبة للخطأ النحوي الثاني، أنّ صحيحة في السياق، فالمقصود ليس الخطاب المباشر بمعنى:
يقول مناصرو اللغة العربية: "إن تعلم اللغات الأجنبية..........."، فالكلام ليس اقتباساً، والمقصود هو المصدر المؤول، أي: تعلم اللغات الأجنبية يضر اللغة العربية. والقول هُنا بمعنى الاعتقاد، لا النطق.
الضحكة الشريرة معدية إلى حدٍ ما!
تحياتي القلبية..