تقول القاعدة القديمة إن العنوان يجب أن يكون: "مُعبراً، مُختصراً وجذاباً". لذا، تُشكل كتابة العناوين مُهمةً صعبة يرى البعض - ولستُ منهم - أنها أصعب من مُهمة الكتابة نفسها. قد تصير العناوين مواقف تنفصل عن النص أحياناً، أو تعليقاتٍ إضافية، أو نصوصاً مقابلة. قد يستغني البعض عن العناوين أو يستبدلونها بالنقاط وعلامات الترقيم، وقد تتحول العناوين إلى موضاتٍ غريبة، فهُناك عناوين تزيد طولاً عن النص ذاته، وأخرى تُسمي أشياء لا علاقة لها بالنص من قريبٍ أو بعيد، وفئة ثالثة تهيم بعيداً في تراكيب لغوية معقدة ومختلطة - تدخل أحياناً في باب كلام المجانين -. لا أتحدث هُنا عن الصرعات العجيبة في إضافة علاماتٍ لا معنى لها إلى العناوين، فهذه لا تُناسب ذوي الذوق المُحافظ مثلي ممن يعتقدون أن هذه التعديات على اللغة تدخل في باب (المسخرة) - والمعذرة على التعبير الشديد -.
المزاج عاملٌ مُهم في انتقاء العناوين - بالنسبة لي -، وغالباً ما يكون العامل المؤثر في اختيار عنوانٍ - أو سلسلة عناوين - وتفضيلها على عناوين أخرى. وبالنظر إلى المدونة، أجد أن أنماط العنونة عندي قد تغيرت بتغير المزاج والنظرة إلى الكتابة بشكلٍ عام. في مرحلةٍ ما، كانت عناوين مواضيعي مُضبوطةً بالشكلِ بالكامل - وضبط الكلمةِ بالشكل بكاملها دليلٌ للنطق، أما ضبط آخرها بالشكل فعلامة إعراب، وضبط أولها في بعض الحالات علامة صرف - كما أنها كانت طويلةً إلى حدٍ ما. رُبما كان هذا الضبط الكامل بالشكل مُحاولة لاستلهام شكل النصوص التُراثية العربية في مُحاولة للخروج عن موجة الاغتراب اللغوي الحالية.
(رأى البعض في الآونة الأخيرة أن حركات التشكيل العربية تصلح لتزيين النصوص، فملأوا عناوين مواضيعهم وما يكتبونه بكُل حركات التشكيل من دون اعتبار صحة الشكل، مُخرجين التشكيل من وظيفته الأساسية كضابط للنطق والإعراب والصرف إلى مُجرد إضافاتٍ للبهرجة لا معنى لها ولا داعٍ.)
تراجعت حالة التشكيل عندي إلى حدودٍ دنيا وفق ما تقتضيه الضرورة اللغوية، وقد يرجع ذلك إلى تأثير مبدأ الاقتصاد اللغوي الذي أعتنقه منذ زمن، أو لإدراكي أن محاولة استلهام النص التُراثي تُعطي إيحاء مزيفاً أحياناً، ورُبما لأن شكل العناوين لم يرُقني - ببساطة -.
كانت العناوين طويلة، ثم قررت أن عليها أن تقصر. رُبما يكون طول عناوين أسباب التوقف عن الكتابة واحداً من الأسباب التي جعلتني أتوقف عن نشرها لفترة، بعد أن أزعجني عرض قائمة عناوين التدوينات في شريط علامات فاير فوكس. والآن، بعد أن صارت قائمة العناوين رشيقة، لم تصبح أفضل، فشكلها أجرد أعجف.
أعتقد أنني سأستمر في استخدام العناوين القصيرة ما أمكن عملاً بمبدأ الاقتصاد اللغوي، لأن الاقتصاد يُصادف هوىً في نفسي، غير أن العناوين الطويلة - في غير ادعاء - قد تعود لتظهر، أما تلك المضبوطة بالشكل بكاملها، فلا أحسبها تعود.
المزاج عاملٌ مُهم في انتقاء العناوين - بالنسبة لي -، وغالباً ما يكون العامل المؤثر في اختيار عنوانٍ - أو سلسلة عناوين - وتفضيلها على عناوين أخرى. وبالنظر إلى المدونة، أجد أن أنماط العنونة عندي قد تغيرت بتغير المزاج والنظرة إلى الكتابة بشكلٍ عام. في مرحلةٍ ما، كانت عناوين مواضيعي مُضبوطةً بالشكلِ بالكامل - وضبط الكلمةِ بالشكل بكاملها دليلٌ للنطق، أما ضبط آخرها بالشكل فعلامة إعراب، وضبط أولها في بعض الحالات علامة صرف - كما أنها كانت طويلةً إلى حدٍ ما. رُبما كان هذا الضبط الكامل بالشكل مُحاولة لاستلهام شكل النصوص التُراثية العربية في مُحاولة للخروج عن موجة الاغتراب اللغوي الحالية.
(رأى البعض في الآونة الأخيرة أن حركات التشكيل العربية تصلح لتزيين النصوص، فملأوا عناوين مواضيعهم وما يكتبونه بكُل حركات التشكيل من دون اعتبار صحة الشكل، مُخرجين التشكيل من وظيفته الأساسية كضابط للنطق والإعراب والصرف إلى مُجرد إضافاتٍ للبهرجة لا معنى لها ولا داعٍ.)
تراجعت حالة التشكيل عندي إلى حدودٍ دنيا وفق ما تقتضيه الضرورة اللغوية، وقد يرجع ذلك إلى تأثير مبدأ الاقتصاد اللغوي الذي أعتنقه منذ زمن، أو لإدراكي أن محاولة استلهام النص التُراثي تُعطي إيحاء مزيفاً أحياناً، ورُبما لأن شكل العناوين لم يرُقني - ببساطة -.
كانت العناوين طويلة، ثم قررت أن عليها أن تقصر. رُبما يكون طول عناوين أسباب التوقف عن الكتابة واحداً من الأسباب التي جعلتني أتوقف عن نشرها لفترة، بعد أن أزعجني عرض قائمة عناوين التدوينات في شريط علامات فاير فوكس. والآن، بعد أن صارت قائمة العناوين رشيقة، لم تصبح أفضل، فشكلها أجرد أعجف.
أعتقد أنني سأستمر في استخدام العناوين القصيرة ما أمكن عملاً بمبدأ الاقتصاد اللغوي، لأن الاقتصاد يُصادف هوىً في نفسي، غير أن العناوين الطويلة - في غير ادعاء - قد تعود لتظهر، أما تلك المضبوطة بالشكل بكاملها، فلا أحسبها تعود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق