22 فبراير 2009

نمورُ العمةِ جِنِفَرْ

تتبختر نمور العمة جِنِفَرْ عبر ستارةٍ
ياقوتاً ساطعاً يقطن عالماً من خضرةٍ
لا تخشى الرجال تحت الشجرة
تخطو بيقينٍ فروسي أنيق.

ترتعش أصابع العمة جِنِفَرْ في صوفها
غير قادرةٍ حتى على سحب إبرتها العاجية
ثقلُ طوقِ زواجِ العم
يجثم فوق يد العمة جِنِفَرْ.

إذا ماتت العمة جِنِفَرْ، سترقد يداها المرتعبتان
متختمتين بالمحن التي حكمتها
النمور في اللوحة التي صنعتها
ستمضي متبخترة، فخورة، وجسورة.

هناك 5 تعليقات:

  1. فقط ملاحظة عابرة..
    استشكل عليّ فهم مفردة "ببور". وأظنها جمع بَبَر إن لم أكن مخطئا.
    لكن ألا تعتقد أن كلمة "نمور" يمكن أن تستسهلها الأذن أكثر وأنها، ربّما، أكثر تساوقا مع روح الشعر؟
    ومع ذلك فالقصيدة تقدّم صورة إنسانية جميلة زادتها الترجمة بهاءً.
    فالشكر الجزيل لك وبانتظار المزيد.
    بروميثيوس

    ردحذف
  2. مرحباً بك بروميثيوس..

    بُبُور جمع بَبْر فعلاً، والبَبْر Tiger أكبر السنوريات وأكثرها مهابة وجمالاً، بينما النمر Leopard أصغر من البَبْر بمراحل. كذلك، يوجد النمر في الصحراء العربية - ولو أنه مُهدد بالانقراض - بينما لم يوجد البَبْر في المناطق العربية قط، لذلك أخذ العرب لفظة اسمه أعجمية وعربوها وجمعوها على مقياس الكلمات العربية.

    رُبما تكون كلمة نمور أكثر شيوعاً حقاً، وقد أخذتها بعين الاعتبار خلال ترجمة القصيدة، لكنني عدلت عن استخدامها لأن التأثير الفروسي لببور العمة جِنِفر الهائلة قد تضاءل عند التفكير بالنمور. المعرفة الدقيقة بالفروقات بين الكلمتين والشكلين كبيري الاختلاف للنوعين الحيوانيين المختلفين جعل الأخذ بنمور وتفضيلها على ببور صعباً جداً علّي. كذلك، فإن النمر حيوان غدارٌ يستقوي على من هم أضعف منه في التراثيات العربية - ومنه جاءت كلمة متنمر -، مما زاد في نفوري من الكلمة التي لا تتسق مع البهاء الذي تمثله البُبُور في القصيدة.
    عاملٌ آخر، هو أن بُبُور ونمور على نفس الوزن، مما لن يضر بموسيقى القصيدة. صحيح أن التنوع بين النون والميم جميل، لكنهما من نفس الفصيلة الصوتية، ويمضيان باتساقٍ تام، مما لا يؤدي إلى تغيير كبير في الموسيقى الداخلية قد يكون مُخلاً.
    أما الروح الشعرية، فهي السبب الرئيسي في تفضيل ببور على نمور. الشاعر يُعرِف كلماته، ويختار حيواناته حسب مخيلته. المخيال الشعري هذه المرة اختار أن يخرج عن الدارج ليتحدث عما يراه، وهو هنا (الببور). قد يكون لإشكالية اللفظة علاقة بالقاموس الشعري.

    ملاحظتك مفتاح تساؤل كبير يخص إشكالية اختيار الكلمات. رُبما تعكس اختياراتنا للكلمات جزءاً من أنماط تفكيرنا، أو تعكس بعضاً من اهتماماتنا. الشعر حمال أوجه، والترجمة عمل فكري قابلٌ للنقاش والتفسير والتقييم كغيره من الأعمال الفكرية.

    أشكرك على ملاحظتك الهامة، وثنائك الرقيق.

    تحياتي القلبية..

    ردحذف
  3. بروميثيوس..
    قلبت ملاحظتك على وجوهها البارحة، وعُدت إلى مُسودات الترجمة القديمة، كما أنني شاركت آخرين في الترجمة على الوجهين. أخيراً، قد تكون مُبرراتي لتفضيل كلمة ببور على نمور مُقنعة لي، لكن على المرء أن يأخذ في الاعتبار دوماً أنه توجد آراء أخرى ينبغي الأخذ بها، وإن كان الببر يختلف عن النمر كُل الاختلاف في منظوره الشخصي. أعني، كلا الرأيين له مُبرراته، وسيكون من غير الموفق أن يستبد المرء برأيه مفضلاً إياه على آراء من يثق بأحكامهم وذائقتهم الفنية، على علمه بوجاهة آرائهم، خصوصاً لو كان وحده في ذلك.
    هي نمور إذن.
    أشكرك مُجدداً على إثارتك هذه المُلاحظة، ودفعي لتقليب المسألة على وجوهها من جديد.
    تحياتي القلبية..

    ردحذف
  4. الحقيقة أنني مدين لك بالشكر الجزيل لأنني استفدت كثيرا مما كتبته. وأميل إلى أن الحقّ معك في تلك الجزئية.
    "رُبما تعكس اختياراتنا للكلمات جزءاً من أنماط تفكيرنا، أو تعكس بعضاً من اهتماماتنا".
    أعجبتني الجملة أعلاه. يخيّل الي أنها منطقية تماما وتقول الكثير..
    الترجمة في النهاية ما هي إلا انعكاس لجوّ النصّ الذي يستمدّ روحه ومفرداته من البيئة التي أنتجته.
    خالص مودتي وتقديري.
    بروميثيوس

    ردحذف
  5. والحقيقة أن الدين مُتبادل، بروميثيوس.
    تحياتي القلبية..

    ردحذف