26 مارس 2009

حلم الصوفي

حلم ضبابي في ليلة دنيوية معلقة بهلالٍ:
أغنية مهموسة في ضوء أزلي
تغني عند انبلاج الفجر.
طيور محلقة تدعو
حيث يحرك القلبُ الحجارةَ.
هناك، يتوق قلبي.
وكلٌ في سبيل حبك.

لوحة معلقة على حائط لبلاب تؤويه الطحالب الزمردية:
تُعلن العينان هدنة ثقة
ثم تجذبانني بعيداً
حيث يذوب الرمل في بحيرات السماء
عميقاً في شفق الصحراء
وتلقي الظلمة عباءتها القرمزية
مصابيحك داعيتي إلى البيت.

ذلك أن حق ثنائي – هناك – يتشبث بسكون الليل.
والآن أحس بك تتحرك،
وكل نَفَسٍ منك بدر.
ذلك أن حق ثنائي – هناك – يتشبث بسكون الليل.
حتى البعد يغدو قرباً،
وكلٌ في سبيل حبك.


هناك تعليقان (2):

  1. هذه ترجمة لا أبالغ إن قلت إنها مبدعة ومحلقة، ولا تقلّ جمالا عن أداء لورينا نفسه.
    وأنا استمع إلى الأغنية مرّة ثانية وثالثة كانت عيناي مثبّتتين على ترجمتك لكلماتها.
    قد لا أكون بعيدا عن الترجمة وهمومها، لكن ترجمتك شدّتني كثيرا.
    الترجمة فنّ، ثقافة، إحساس بالنصّ وذوبان في أجوائه النفسية والشعورية. وأنت حققت كل هذا. على فكرة، الصوفي أم المتصوّف؟ يخيّل إليّ أن الصوفي صفة تطلق على الطريقة أو الفكرة. أما المتصوّف فهو الشخص الذي يمارس طقوس الطريقة وشعائرها. هذه مجرّد ملاحظة عابرة وليس بالضرورة أن تكون صحيحة.
    شكرا جزيلا لك أيضا على اضاءاتك الرائعة التي ضمّنتها في تعليقيك على ما كتبته في الموضوعين الآخرين.
    قرأتهما بتمعّن واستفدت منهما كثيرا.
    واستنتجت أن الحقّ معك في ما كتبته عن روبنسون كروزو وديفو. كما شجّعني حديثك عن ابن خفاجة على البحث عن قصيدته تلك التي يتحدّث فيها عن الجبل.
    مع خالص الودّ والتقدير.
    بروميثيوس

    ردحذف
  2. ثناؤك أعجزني عن التعبير.
    لم أصادف عملاً شائكاً تستعصي علّي ترجمته كأغنية مكنيت من قبل - حتى "أغنية للريح الغربية"، لذلك جاء ثناؤك كالمطر بعد موسم الجفاف. في كُل أفعالنا - تقريباً - نسعى لنيل احترام من نحترمهم.
    أشكرك غاية الشُكر لما كتبته.
    بالنسبة لملاحظتك الوجيهة - كعادتك - فأراك مُحقاً فيما ذهبت إليه. الصوفي المُنتسب إلى الصوفية أو المُعتنق لأفكارها، والمتصوف - بوصفه اسم الفاعل من الفعل "تصوف" - يُطلق على من يُمارسها. المسألة ليست مسألة تفريق دقيق بقدر كونها اختيارٌ للمصطلح الذي أميل إلى استخدامه أكثر في مختلف السياقات. عندما نُترجم، فإن أفكارنا وتفضيلاتنا للكلمات تنعكس في ترجماتنا غالباً. كلا المصطلحين صحيح - في هذه الحالة - وتفضيل أحدهما على الآخر مسألة تنوعٍ أسلوبي.
    آمل أن أقرأ يوماً أفكارك حول قصيدة ابن خفاجة، وتأملاتك في تأثير الطبيعة على الفن التي أثارتها.
    أشكرك على حضورك الجميل الذي يُغني المواضيع دائماً، وعلى مواضيعك الجميلة في مدونتيك الفريدتين.

    تحياتي القلبية..

    ردحذف