09 يناير 2010

إنجيل الغيتو

لأولئك الذين يريدون اتباعي
يداي مبسوطتان.
بينما تغرق الشمس الحمراء – أخيراً –
في تلال الذهب،
ويحل سلامٌ على هذا المحارب الشاب،
بصمت أصوات المدافع.

لو كان لي أن أتذكر أيام صباي،
لجلست وتحسرت، مفكراً في نعم الأيام الطيبة.
أتوقف وأحدق في الصبية، يذهب قلبي إليهم
ذلك أنهم اختُبِرُوا، وعاشوا تحت الضغط
وكل شيء تغير هذه الأيام.
الكل خجلٌ من الصغار لأن الحقيقة تبدو غريبة،
وبالنسبة لي، فإنها معكوسة. تركناهم في عالم ملعون، وهذا مؤلم
لأنهم – في أي يومٍ – سيضغطون على الزر
وكلكم مُدان، كأن مالكوم إكس وبوبي هوتون ماتا بلا ثمن.
لا تتركوني غارقاً في دمعي، فالعالم كئيب،
لكنك حين تمسح عينيك، تراه بوضوح.
لا داعي لأن تخافني،
فلو سمعتني، ربما شجعتني.
ليس الأمر كونك أسود أو أبيض، فكلنا بشر.
آمل أن نرى الضوء قبل أن ينتهي العالم.
بشارتي للغيتو.

لأولئك الذين يريدون اتباعي
يداي مبسوطتان.
بينما تغرق الشمس الحمراء – أخيراً –
في تلال الذهب،
ويحل سلامٌ على هذا المحارب الشاب،
بصمت أصوات المدافع.

قل لي، أترى تلك العجوز؟ أليس محزناً
أن تعيش على أكياس القمامة؟ لكنها سعيدة بالقليل الذي تملكه.
وهناك امرأة جُنت من المخدرات،
وأظنها تلد طفلاً.
أنا لا أمضي، تاركاً كل شيء يتلاشى. فقد استجرنا من الرمضاء
بشكلٍ آخر من العبودية.
حتى الآن أًخذَل!
أتساءل، ما إذا كانوا سيأخذون كل شيء بينما أحتفظ بشجاعتي؟
أرفض أن أكون قدوة،
أحدد أهدافاً، أتحكم بحياتي، وأشرب من قواريري.
أرتكب أخطاء. أتعلم من الجميع.
وعندما تتم حياتي قولاً وفعلاً،
فإنني أراهن على أن أخي هذا سيُبلي خيراً مني.
ولو أزعجتك، فلا تغضب.
لا تنسَ أبداً أن الرب لم ينتهِ مني، بعد!
أشعر بيديه على رأسي،
وعندما أكتب قوافيّ، أعمى، تاركاً الرب يفعل فعله.
فهل أنا أقل قداسة
لأنني اخترت تدخين الحشيش وشرب البيرة مع رفاقي؟
قبل أن نجد السلام في العالم،
ينبغي علينا أن نوقف الحرب في الشارع.
بشارتي للغيتو.

لأولئك الذين يريدون اتباعي
يداي مبسوطتان.
بينما تغرق الشمس الحمراء – أخيراً –
في تلال الذهب،
ويحل سلامٌ على هذا المحارب الشاب،
بصمت أصوات المدافع.

يا مالك الملك، أتسمعني أتكلم
لأدفع ثمن كوني محكوماً بجهنم؟

هناك تعليقان (2):

  1. مثيرة للاهتمام فعلا هذه الأغنية. أقول هذا بالرغم من أنني لم أتصالح بعد مع أسلوب الراب. لكن ما يميّز الأغنية عمق معاني كلماتها وكونها تتناول همّا إنسانيا عاما يتعلّق بوجود الإنسان وطبيعة البشر. لولا أن هذه الأغنية متفرّدة لما غنّاها التون جونز. وأتصوّر أنها تشبه كثيرا في موضوعها بعض أغاني كات ستيفنز.
    أشكرك جدّا يا صديقي على اختياراتك الجميلة وذات المغزى والمضمون الإنساني العميق. وأكيد أن طبيعة اختيارات الإنسان هي في النهاية انعكاس لأفكاره وقناعاته.
    على فكرة، لا أنسى ان أشيد بالترجمة الموفقة والرائعة.
    عاطر السلام والمودّة لك.
    بروميثيوس

    ردحذف
  2. أسلوب الراب يأتي من بُنية المجتمع الأمريكي الذي أُسس على العبودية للسود والإقصاء للسكان الأصليين - وهذا موضوع قريبٌ من موضوع اللوحة 230 في مدونتك القيمة Art Masterpieces - وكالبلوز والجاز يأتي من الجور الواقع على السود في الولايات المتحدة الأمريكية.
    يختلف الراب عن البلوز مثلاً، في أن البلوز - كاسمه - لونٌ موسيقي للأحزان، بينما الراب لون غاضب متفجر، لكنه غضبٌ يأتي عن حق، لهذا يُصبح الراب غريباً بل وسخيفاً عندما يأتي من غير أمريكي - أسود، تحديداً.
    صحيح أن الراب صار نوعاً من (البزنس) في هذه الأيام، لكن: ما هو الفن الذي لم يدخله البزنس؟
    مع ذلك، تبقى في الراب علامات حقيقية على هذا الفن الذي يرتبط بأسلوب حياة (الغيتو) أو الأحياء والمناطق السكنية مدقعة الفقر حيث لا تصل الخدمات، وتسود العصابات. وهذه الأغنية بالذات، تتحدث عن قتلٍ عبثي لأحد الشبان في الغيتو - الأمر الذي يحدث بكثافة، فالسود يقتلون بعضهم البعض، ولا أحد يتدخل. لهذا جاءت الإشارات: "سلامٌ يحل على هذا المحارب الشاب"، و"وقف الحرب في الشوارع"، و"الاستجارة من الرمضاء بشكلٍ آخر من العبودية". كما جاءت إشارة "فهل أنا أقل قداسة؟" لتدين المجتمع الذي يُقدس حياة الأبيض بينما تبقى حياة الأسود مشاعاً، ولا يعني موت أسود في الشارع شيئاً أكثر من موت حيوانٍ ضال - من وجهة نظر النُخب الحاكمة.
    إضافة إلى ذلك، تكتسب هذه الأغنية أهمية خاصة من إصدارها بعد مقتل المغني توباك شاكور بنفس الطريقة التي تتحدث عنها الأغنية، الرش في الشارع بالرصاص من سيارة مارة Drive-by، وهو ما يزال في قمة لعبته كما يقول التعبير الشهير.
    أشكرك لإضافتك الرائعة، وإشارتك إلى كات ستيفنز.
    أطيب تحياتي لك.

    ردحذف