03 ديسمبر 2008

الريح الغربية

أيتها الريح الغربية العاصفة!
يا روح الخريف: تفرُ الأوراق الميتة
من حضورك اللامرئي فرار الجن من الشيخ القارئ.
[صفراء، وسوداء، وشاحبة، وحمراء محمومة
مشوهة بالبلاء] تسوقين البذور المجنحة إلى
أسرتها الشتوية المظلمة، حيث ترقد باردة
- كلٌ كجثة في قبرٍ - حتى تنفخ أختك الآزورية
الربيع بوقها في الأرض الحالمة (تقودين
البراعم العذبة كالقطيع لترعى في الهواء)
وتُحيي السهوب والتلال بألوانٍ وعطورَ.
روح جامحة، تهبين، في كل مكان،
مُدمرةً وحافظةً. اسمعي! اسمعي!

هناك 4 تعليقات:

  1. جميل جدا. أعجبتني القصيدة. لكن الترجمة أعجبتني أكثر.
    يقال بالمناسبة إن مترجم الشعر شاعر هو الآخر لأنه بمعنى ما ينشئ كيانا آخر موازيا للقصيدة الأصلية إذ يعطيها شيئا من نبضه ومشاعره الخاصة.
    بانتظار المزيد تقبّل خالص التحية.

    بروميثيوس
    http://prom2000.blogspot.com

    ردحذف
  2. في هذا الزمان تجد قلة من الناس تستطيع أن ترى الجزء الممتليء من الكوب - وأعترف أني قليلاً ما أراه - وهذه القصيدة تمجد الريح العاصفة الباردة لأن كاتبها تفاءل بها لربيع قادم.

    توقفت عند مقطع "كل كجثة في قبر" باعجاب.

    جميل

    ردحذف
  3. بروميثيوس..

    يُسعدني أن الترجمة أعجبتك، خُصوصاً وأنني أقدر رأيك كثيراً. ما قُلته صحيحٌ عن مُترجم الشعر، لكنني - إذ أستعذب ترجمة الشعر - أرى أنني لا أستطيع إدعاء مكانة الشاعر بعد. رُبما كان إحساساً بطبيعة الشعر أكثر منه خلقاً له.
    هذا المقطع الأول من قصيدة شيلي: أغنية للريح الغربية، وترجمته كانت أعسر - بعض الشيء - من ترجماتٍ أخرى سابقة قُمت بها بسبب بُنية النص المُتداخلة. لكنها الآن تطرح ثماراً عذبة.

    شُكري الجزيل، وتحياتي القلبية لك..

    ردحذف
  4. محمد شلطف..

    "مُدمرةً وحافظة"
    لأجل هذا السطر ترجمت القصيدة، المنطق الشعري العاصف الذي يبنيه شيلي ليُقدم فرضيته. القوة العاصفة التي لا تُرى ولا تُقيد، فمن يُمكنه أن يحبس الريح؟
    إشارتك للسطر الأخير في القصيدة: إذا حل الشتاء، أيُمكن أن يبعُدَ الربيع؟ في محلها، فشيلي يتفاءل بالريح الغربية العاصفة التي ستجلب أختها الآزورية. وما قُلته عن النظر للنصف المُمتلئ ينطبق إلى حدٍ كبير. كُلها حركاتٌ مُتصلة في سيمفونية الطبيعة.

    شُكري الجزيل، وتحياتي..

    ردحذف