... ما بتصغر!
مع اقتراب رمضان، تعرض الفضائيات نماذج من بضائعها الجديدة للشهر الفضيل، جنباً إلى جنب مع قمر الدين والكُنافة والسمبوسة، بوصف الطعام والمسلسلات (العربية) المميز الأساسي لشهر رمضان (الفضيل). أحدُ المسلسلات المُنتظرة في رمضان، الجزء الثالث من مسلسل "باب الحارة" الذي يبدو أن القائمين عليه قد قرروا تحويله إلى "ليالي الحلمية" الجديد، ولا عجب، فللمسلسل نسبة متابعةٍ عاليةٍ في العالم العربي قد تُغطي على مسلسلاتٍ أخرى مثل "نور" و"سنوات الضياع." (على الأقل، باب الحارة من إنتاج عربي.)
تعرض قنوات MBC لقطاتٍ من المسلسل كدعاية لتشويق المشاهدين للأحداث، وكُل اللقطات التي تعرضها تُظهر أناساً يتوعدون آخرين بأشياء فظيعة لا يستحقها المقام - فالأمر كُله يدور في حارة! -، ويصرخون بأعلى أصواتهم - رجالاً ونساء -، ثُم تنتهي المشاهد الخاطفة بعبارة: "وإن ما كبرت، ما بتصغر!".
شاهدت قليلاً من الجزء الأول للمسلسل، لكنني لم أشاهد الجزء الثاني بالمرة، ولا أخطط لمشاهدة الثالث. فالمسلسل تحول إلى سلسلةِ مشاكلَ وشجاراتٍ تافهةٍ لا نهاية لها، بين الكنة والحماة والأصهار والأعمام والأخوال و.......... وكأنه لا تكفي المرء مشاكل الحياة اليومية ليضيف عليها كُل هذا الكم من المشاكل والصُراخ!
مع ذلك، فهذا الكم الذي لا ينتهي من المشاكل هو السبب الرئيسي الذي يجذب الجمهور للمسلسل، ويجعلهم متحمسين: "والله أبو شهاب رجال" (!)، "أم لطفية ثعبانة" (!)، "عصام ماشي ورا مرته" (!). تستمر الصراعات التافهة، ويستمر الصُراخ، ويستمر انشداه المتفرجين.
قدم المُخرج بسام المُلا مسلسلاتٍ أخرى قبل باب الحارة تحمل ثيمته، منها "أيام شامية" و"ليالي الصالحية" - النسخة الأولية لباب الحارة - لكن أياً منها لم يُحقق نجاح باب الحارة، لغياب الدعاية رُبما، فمركز تلفزيون الشرق الأوسط مشهور بدعايته القوية لمشاريعه، وتبنيه لباب الحارة حوله من مسلسل محلي محدود التأثير إلى حالة عربية عامة، كما فعل مع الموجة التركية التي قرر أن يغزو التلفاز بها.
سببٌ آخر جعل باب الحارة يتقدم على مسلسلات المُلا الأخرى، أنه فهم وكتاب السيناريو (المشكلة) أو (العُقدة) في الدراما على وجهةٍ غير المقصودة، فأنشأوا سلسلة مشاكل لا تنتهي وشجاراتٍ وشوارب (مبرومة) وقليلاً من الحديث عن دعم (الجهادية)، وغلفوها بأغنية مقدمة تتحدث عن الذي يحلف يميناً كاذباً - الإيدعشري الميت في الجزء الأول، ويبدو أنهم لم يريدوا تغيير أغنية المُقدمة لتبقى ثيمة المسلسل خلال سنوات عرضه كما حدث مع ليالي الحلمية من قبل -، ثم قدموها إلى مشاهدٍ أكل حتى الامتلاء، وقرر التسلي بإكمال مشاجراته على التلفاز، بعد أن أنشغل أفراد الأسرة والمعارف والجيران بإكمال مشاجراتهم هُم أيضاً عن طريق أبي شهابٍ وصحبه.
ورمضان كريم.
مع اقتراب رمضان، تعرض الفضائيات نماذج من بضائعها الجديدة للشهر الفضيل، جنباً إلى جنب مع قمر الدين والكُنافة والسمبوسة، بوصف الطعام والمسلسلات (العربية) المميز الأساسي لشهر رمضان (الفضيل). أحدُ المسلسلات المُنتظرة في رمضان، الجزء الثالث من مسلسل "باب الحارة" الذي يبدو أن القائمين عليه قد قرروا تحويله إلى "ليالي الحلمية" الجديد، ولا عجب، فللمسلسل نسبة متابعةٍ عاليةٍ في العالم العربي قد تُغطي على مسلسلاتٍ أخرى مثل "نور" و"سنوات الضياع." (على الأقل، باب الحارة من إنتاج عربي.)
تعرض قنوات MBC لقطاتٍ من المسلسل كدعاية لتشويق المشاهدين للأحداث، وكُل اللقطات التي تعرضها تُظهر أناساً يتوعدون آخرين بأشياء فظيعة لا يستحقها المقام - فالأمر كُله يدور في حارة! -، ويصرخون بأعلى أصواتهم - رجالاً ونساء -، ثُم تنتهي المشاهد الخاطفة بعبارة: "وإن ما كبرت، ما بتصغر!".
شاهدت قليلاً من الجزء الأول للمسلسل، لكنني لم أشاهد الجزء الثاني بالمرة، ولا أخطط لمشاهدة الثالث. فالمسلسل تحول إلى سلسلةِ مشاكلَ وشجاراتٍ تافهةٍ لا نهاية لها، بين الكنة والحماة والأصهار والأعمام والأخوال و.......... وكأنه لا تكفي المرء مشاكل الحياة اليومية ليضيف عليها كُل هذا الكم من المشاكل والصُراخ!
مع ذلك، فهذا الكم الذي لا ينتهي من المشاكل هو السبب الرئيسي الذي يجذب الجمهور للمسلسل، ويجعلهم متحمسين: "والله أبو شهاب رجال" (!)، "أم لطفية ثعبانة" (!)، "عصام ماشي ورا مرته" (!). تستمر الصراعات التافهة، ويستمر الصُراخ، ويستمر انشداه المتفرجين.
قدم المُخرج بسام المُلا مسلسلاتٍ أخرى قبل باب الحارة تحمل ثيمته، منها "أيام شامية" و"ليالي الصالحية" - النسخة الأولية لباب الحارة - لكن أياً منها لم يُحقق نجاح باب الحارة، لغياب الدعاية رُبما، فمركز تلفزيون الشرق الأوسط مشهور بدعايته القوية لمشاريعه، وتبنيه لباب الحارة حوله من مسلسل محلي محدود التأثير إلى حالة عربية عامة، كما فعل مع الموجة التركية التي قرر أن يغزو التلفاز بها.
سببٌ آخر جعل باب الحارة يتقدم على مسلسلات المُلا الأخرى، أنه فهم وكتاب السيناريو (المشكلة) أو (العُقدة) في الدراما على وجهةٍ غير المقصودة، فأنشأوا سلسلة مشاكل لا تنتهي وشجاراتٍ وشوارب (مبرومة) وقليلاً من الحديث عن دعم (الجهادية)، وغلفوها بأغنية مقدمة تتحدث عن الذي يحلف يميناً كاذباً - الإيدعشري الميت في الجزء الأول، ويبدو أنهم لم يريدوا تغيير أغنية المُقدمة لتبقى ثيمة المسلسل خلال سنوات عرضه كما حدث مع ليالي الحلمية من قبل -، ثم قدموها إلى مشاهدٍ أكل حتى الامتلاء، وقرر التسلي بإكمال مشاجراته على التلفاز، بعد أن أنشغل أفراد الأسرة والمعارف والجيران بإكمال مشاجراتهم هُم أيضاً عن طريق أبي شهابٍ وصحبه.
ورمضان كريم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق