18 أغسطس 2008

السادس: أنت لا تقرأ ما تكتبه

فكر في القائمة التي أعددتها للسبب الأول: أنت لا تشتري كتباً. (ادع أنك أعددت قائمة).
تخيل أنه عليك أن تعيد كل هذه الكتب إلى الرفوف التي أخذتها منها في المكتبات التي اشتريتها منها (أو فكر فقط بمكتباتك المفضلة).
تخيل الآن كتابك القادم في غلافٍ مثير يحمل روح قصتك كما هي. أين سيكون مكانه في هذه المكتبات؟ هل سيكون في أي مكانٍ قرب الكتب التي اشتريتها، أم سيكون في مكانٍ آخر؟
هل ستلتقطه - أو سيفعل قارئ افتراضي -؟

شون لندسي، 6 نوفمبر 2006
Reason#6: You Don't Read What You're Writing

تعليق: كاتبٌ وليس قارئاً!
يوسع الكثيرون استخدام مفهوم: "أنا لا أؤمن بكل ما أكتبه، ولا أفعل كل ما تفعله شخصياتي". - الضروري في الكتابة -، ويحولونه إلى: "أنا لا أقرأ ما أكتبه أصلاً" مُعتبرين ذلك (فتحاً) أدبياً من نوعٍ ما. إذا لم يقرأ المرء أعماله، فمن سيقرأوها؟ ولماذا يفترض من يكتب أنه سيجد تلقائياً من يقرأ له لمجرد أنه (ارتكب) فعل الكتابة؟
قرأت في مجلةٍ ذات مرة حكايةً يتذكرها أديبٌ شهير - نسيت اسمه - من أيام عمله مسؤولاً عن القسم الأدبي لإحدى الصحف عن شابٍ جاء إلى الصحيفة حاملاً قصصه ووساطة أحد معارف الأديب. وجدَ الأديب قصصه غايةً في السخف والركاكة، فسأله عن قراءاته: هل قرأت الكتاب الفلاني؟ هل قرأت أدب فلان؟ واستمر يسأله فترةً طويلة والشاب يجيبه بالنفي، ثم ضاق الشاب بأسئلته فقال له: "يكفي يا أستاذ! قُلت لك إنني كاتبٌ ولستُ قارئاً". يُطبق مُعظم من يكتبون هذه الواقعة بحذافيرها، فهم لا يقرأون أبداً، بل يكتبون فقط. أعرف (روائيين) يعتبرون قراءة الروايات مضيعة للوقت، ولا يقرأون حتى رواياتهم التي يكتبونها، ولو لمراجعة أخطائها النحوية واللغوية، ومعالجة ثغرات الحبكات. مع ذلك يعتقدون أن ما يكتبونه يستحق أن يُكتب بماء الذهب ويُحفَظَ في أرقى متاحف العالم. لذلك، يصحُ ما يُشاع أنه قد قيل عن أدب الشباب ويصف أدبهم بأنه "خطأ مطبعي ممتد".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق