كان هذا تعليقي على صرخات الاستنكار والاحتجاج التي عمت صف التحليل الأدبي حين تحدث الدكتور الجديد عن انتحار فرجينيا وولف من الوحدة. لامتني اللائمات لأنني أخفيت عنهن الحقيقة المروعة عن تلك السيدة البغيضة، مع أنني قد قلت للجميع منذ سنتنا الأولى أن وولف كانت "غريبة أطوارٍ موهوبة على نحوٍ ما"، مجنونة - بالتعبير الشعبي -، وانتهت إلى إغراق نفسها ذات صباحٍ بعد أن ملأت جيوبها بالحجارة في نوبة كآبة شديدة.
لماذا انتحرت فرجينيا وولف؟
بقي السؤالُ مُحيراً حتى الآن، وسبب كونه كذلك امتلاك كُلٍ لإجابةٍ ما عليه. علماء النفس المحدثون ينفون عن وولف صفة "غريبة أطوارٍ موهوبة على نحو ما" ليصنفوها في خانة المصابين باضطراب ثنائية القطبية Bipolar Disorder الذي أصبح شهيراً هذه الأيام، وسرعان ما سيصبح موضة أدبية بعد أن ولت أيام الشيزوفرينيا والتوحد. المنظرون الأدبيون يتحدثون عن الوحدة القاتلة التي أوقعتها في شراكها. رجال الدين يتحدثون عن أزمة إيمان - إن وُجد من الأساس -. وهُناك آخرون يتحدثون عن مؤامرة من زوجها اليهودي ليونارد وولف جعلتها تفقد توازنها وتنتحر.
(هذه نظرية وجيهة عند الأخذ في الاعتبار أن وولف قد أعد العُدة لينتحر مع زوجته إذا ما احتل النازيون بريطانيا، الأمر الذي بوحي بفكرة الانتحار لزوجته التي يعلم تماماً أنها غير متزنة.)
انتحار فرجينيا وولف كان مصدراً للدراسات والأخبار، وحتى الإشاعات والفضائح - رغم أنني أعتقد أن انتحارات الأدباء ليست أحداثاً استثنائية لأنهم صنفٌ يحمل بذور فنائه فيه، ومن لم ينتحر منهم بملئ جيوبه بالحجارة والخوض في نهرٍ بارد صباحاً، أو تفجير رأسه برصاصة بندقيته، أو بقر أحشائه بسيف، أو بخنق نفسه بالغاز؛ انتحر بالحياة -، حتى أنه يكاد يطغى على حياتها أحياناً.
قبل أن أعرف فرجينيا وولف، كُنت أسمع لماماً مع مصطلح "تيار الوعي". يُقال أن قراءة روايات تيار الوعي صعبة جداً، لذلك تجنبتها حتى كبُرت، وتجنبت معها فرجينيا وولف التي ظل كتابها: غرفة تخص المرء وحده A Room of One's Own في الرف الثالث من الخزانة القريبة من الباب في مكتبة أبي باعتباره الكتاب الذي سأقرأه حين أكبر لأدخل عالم فرجينيا وولف الغامض والمعقد. كُل يومٍ، كُنت أراقب الكتاب من بعيدٍ بانتظار أن أكبر لأقرأه بناء على قراري الشخصي. وبين حينٍ وآخر ألقي نظرة على سيرة فرجينيا وولف العملاقة التي كتبها ابن أختها كوينتن بل، وصورتها المرسومة على الغلاف الأمامي شبحُ مضحك لامرأة رقيقة حتى أنني كنت أخشى لمس الكتاب لئلا تنكسر. وتحت وطأة الإحساس بالزمن، قررت أن النضج قرارٌ وليس وقتاً، فاستخرجت غرفة تخص المرء وحده من رفه، ونقلته إلى غرفتي حيث يُقيم منذ سنوات. قرأته، ومنذ أن قرأته شغفتني فكرة الغرفة التي تخص المرء وحده، خزانة أسراره، وملاذه بعيداً عن الآخرين الذين هم الجحيم كما وصفهم سارتر ولم يُخطئ. قيل كثيرٌ عن كتاب وولف، وما زال يُقال، باعتباره أول (مانفستو) نسوي يعطي إطاراً فكرياً للحركة النسوية في الأدب، لكن كل هذه الفوضى لم تكن تخصني. كانت الغرفة تخصني، وذكاء فرجينيا وولف الحاد، سخريتها اللاذعة، وطبيعتها الحادة التي تخالف صورتها الرقيقة.
في صورتها الشهيرة، تبدو فرجينيا ستيفن وولف امرأة حزينة، ضائعة، هشة، تبدو مجنونة، بل شبه مريضة بالظلال كسيدة شالوت. وبمجرد النظر إلى صورتها، أعرف لماذا تحتاج غرفة خاصة لتحميها من الحضور الثقيل للآخرين، الحضور الذي يكاد يسحق وجودها الشفيف، ويكسر عالمها الشبحي إلى قطعٍ مبعثرة لا نهائية. الآخرون اضطرابٌ كوني يُعكر سلامها الداخلي ويحوله إلى حروب طاحنة مع كائناتٍ لا ترى، وأفكارٍ لا يُمكن اكتناهها. حضورهم يُعمق عزلتها، ويهز أركان صفائها الداخلي. إنهم يأتون، يمضون، يأتون، يمضون، يهزون رؤوسهم وأيديهم، يشتبكون في نقاشاتٍ لا تنتهي، يزعجونها لأمورٍ تافهة، يضحكون، يصرخون، يعوون كالكلاب. يبعثرون روحها، وينثرون دواخلها، ثم يرحلون وقد تركوا المكان حُطاماً.
حتى في صورها اللاحقة بعد أن أصبحت امرأة ناضجة، وخرجت من وصاية السير ليزلي ستيفن إلى زواجٍ مستقر بليونارد وولف لتصبح سيدة مجتمع، وناشرة طموحة، وواحدة من أعمدة جماعة بلومزبري، لم تختلف فرجينيا وولف. سمنت قليلاً، ورسم الزمن مروره على ملامحها، لكنها احتفظت بتعبيرها الخاص. هي لا تنتمي إلى المكان، ولا تعرف أحداً فيه، ليست مدعوة، حضورها ليس مرحباً به. هي مجرد ظلٍ زائد عليها أن تختفي بسرعة، حتى لو كانت هي صاحبة المكان. فلا بُدَ من أنها لا تنتمي إليه. هي لا تنتمي لأحد. العالم خارج رأسها مجرد ظلالٍ لمخلوقات متوحشة، في داخلها، كُل شيء صافٍ، مرتب، وقور، لائق. هي سيدة الأشياء كلها، وهي وحدها تملكها. وحدها المدعوة إلى المكان الذي لا تخشى فيه أن تكون زائدة. غير أن الآخرين يستمرون في دك حصونها، حصناً، حصناً. تحملتهم لتسعة وخمسين عاماً، حتى بات الاحتمال عذاباً لا معنى له. لم تعد تطيق انعدام سلامها، ولا هُم يطيقون جنونها. الجنون الآن ألا تمضي نحو سلامها الخاص. في الصباح الباكر، سترتدي معطفها، وتملأ جيوبها بالحجارة، وتمضي إلى النهر. سيقولون أنها مجنونة، وسيبقون يقولون أنها مجنونة، ستكون جثتها قبيحة ومتورمة حين يجدونها، لا يهم. ستمضي الآن نحو غرفتها، حيث لا يزعجها الآخرون، حيث تبقى وحدها بسلام. ستمضي، بدون أي شيء غير جيوبٍ مثقلة بالحجارة.
لماذا انتحرت فرجينيا وولف؟
بقي السؤالُ مُحيراً حتى الآن، وسبب كونه كذلك امتلاك كُلٍ لإجابةٍ ما عليه. علماء النفس المحدثون ينفون عن وولف صفة "غريبة أطوارٍ موهوبة على نحو ما" ليصنفوها في خانة المصابين باضطراب ثنائية القطبية Bipolar Disorder الذي أصبح شهيراً هذه الأيام، وسرعان ما سيصبح موضة أدبية بعد أن ولت أيام الشيزوفرينيا والتوحد. المنظرون الأدبيون يتحدثون عن الوحدة القاتلة التي أوقعتها في شراكها. رجال الدين يتحدثون عن أزمة إيمان - إن وُجد من الأساس -. وهُناك آخرون يتحدثون عن مؤامرة من زوجها اليهودي ليونارد وولف جعلتها تفقد توازنها وتنتحر.
(هذه نظرية وجيهة عند الأخذ في الاعتبار أن وولف قد أعد العُدة لينتحر مع زوجته إذا ما احتل النازيون بريطانيا، الأمر الذي بوحي بفكرة الانتحار لزوجته التي يعلم تماماً أنها غير متزنة.)
انتحار فرجينيا وولف كان مصدراً للدراسات والأخبار، وحتى الإشاعات والفضائح - رغم أنني أعتقد أن انتحارات الأدباء ليست أحداثاً استثنائية لأنهم صنفٌ يحمل بذور فنائه فيه، ومن لم ينتحر منهم بملئ جيوبه بالحجارة والخوض في نهرٍ بارد صباحاً، أو تفجير رأسه برصاصة بندقيته، أو بقر أحشائه بسيف، أو بخنق نفسه بالغاز؛ انتحر بالحياة -، حتى أنه يكاد يطغى على حياتها أحياناً.
قبل أن أعرف فرجينيا وولف، كُنت أسمع لماماً مع مصطلح "تيار الوعي". يُقال أن قراءة روايات تيار الوعي صعبة جداً، لذلك تجنبتها حتى كبُرت، وتجنبت معها فرجينيا وولف التي ظل كتابها: غرفة تخص المرء وحده A Room of One's Own في الرف الثالث من الخزانة القريبة من الباب في مكتبة أبي باعتباره الكتاب الذي سأقرأه حين أكبر لأدخل عالم فرجينيا وولف الغامض والمعقد. كُل يومٍ، كُنت أراقب الكتاب من بعيدٍ بانتظار أن أكبر لأقرأه بناء على قراري الشخصي. وبين حينٍ وآخر ألقي نظرة على سيرة فرجينيا وولف العملاقة التي كتبها ابن أختها كوينتن بل، وصورتها المرسومة على الغلاف الأمامي شبحُ مضحك لامرأة رقيقة حتى أنني كنت أخشى لمس الكتاب لئلا تنكسر. وتحت وطأة الإحساس بالزمن، قررت أن النضج قرارٌ وليس وقتاً، فاستخرجت غرفة تخص المرء وحده من رفه، ونقلته إلى غرفتي حيث يُقيم منذ سنوات. قرأته، ومنذ أن قرأته شغفتني فكرة الغرفة التي تخص المرء وحده، خزانة أسراره، وملاذه بعيداً عن الآخرين الذين هم الجحيم كما وصفهم سارتر ولم يُخطئ. قيل كثيرٌ عن كتاب وولف، وما زال يُقال، باعتباره أول (مانفستو) نسوي يعطي إطاراً فكرياً للحركة النسوية في الأدب، لكن كل هذه الفوضى لم تكن تخصني. كانت الغرفة تخصني، وذكاء فرجينيا وولف الحاد، سخريتها اللاذعة، وطبيعتها الحادة التي تخالف صورتها الرقيقة.
في صورتها الشهيرة، تبدو فرجينيا ستيفن وولف امرأة حزينة، ضائعة، هشة، تبدو مجنونة، بل شبه مريضة بالظلال كسيدة شالوت. وبمجرد النظر إلى صورتها، أعرف لماذا تحتاج غرفة خاصة لتحميها من الحضور الثقيل للآخرين، الحضور الذي يكاد يسحق وجودها الشفيف، ويكسر عالمها الشبحي إلى قطعٍ مبعثرة لا نهائية. الآخرون اضطرابٌ كوني يُعكر سلامها الداخلي ويحوله إلى حروب طاحنة مع كائناتٍ لا ترى، وأفكارٍ لا يُمكن اكتناهها. حضورهم يُعمق عزلتها، ويهز أركان صفائها الداخلي. إنهم يأتون، يمضون، يأتون، يمضون، يهزون رؤوسهم وأيديهم، يشتبكون في نقاشاتٍ لا تنتهي، يزعجونها لأمورٍ تافهة، يضحكون، يصرخون، يعوون كالكلاب. يبعثرون روحها، وينثرون دواخلها، ثم يرحلون وقد تركوا المكان حُطاماً.
حتى في صورها اللاحقة بعد أن أصبحت امرأة ناضجة، وخرجت من وصاية السير ليزلي ستيفن إلى زواجٍ مستقر بليونارد وولف لتصبح سيدة مجتمع، وناشرة طموحة، وواحدة من أعمدة جماعة بلومزبري، لم تختلف فرجينيا وولف. سمنت قليلاً، ورسم الزمن مروره على ملامحها، لكنها احتفظت بتعبيرها الخاص. هي لا تنتمي إلى المكان، ولا تعرف أحداً فيه، ليست مدعوة، حضورها ليس مرحباً به. هي مجرد ظلٍ زائد عليها أن تختفي بسرعة، حتى لو كانت هي صاحبة المكان. فلا بُدَ من أنها لا تنتمي إليه. هي لا تنتمي لأحد. العالم خارج رأسها مجرد ظلالٍ لمخلوقات متوحشة، في داخلها، كُل شيء صافٍ، مرتب، وقور، لائق. هي سيدة الأشياء كلها، وهي وحدها تملكها. وحدها المدعوة إلى المكان الذي لا تخشى فيه أن تكون زائدة. غير أن الآخرين يستمرون في دك حصونها، حصناً، حصناً. تحملتهم لتسعة وخمسين عاماً، حتى بات الاحتمال عذاباً لا معنى له. لم تعد تطيق انعدام سلامها، ولا هُم يطيقون جنونها. الجنون الآن ألا تمضي نحو سلامها الخاص. في الصباح الباكر، سترتدي معطفها، وتملأ جيوبها بالحجارة، وتمضي إلى النهر. سيقولون أنها مجنونة، وسيبقون يقولون أنها مجنونة، ستكون جثتها قبيحة ومتورمة حين يجدونها، لا يهم. ستمضي الآن نحو غرفتها، حيث لا يزعجها الآخرون، حيث تبقى وحدها بسلام. ستمضي، بدون أي شيء غير جيوبٍ مثقلة بالحجارة.
المشهد الخاص بإنتحار فرجينيا وولف المعتمد فى السنيما بعيدا عن تفسيرات زوجها اليهودى هو من فيلم الساعات
ردحذفوقام بتمثيله أشهر ممثلات السنيما و هو مأخوذ عن روايه بنفس الاسم لمايكل كرينهام
روايه الساعات أنصحك بقرائتها سريعا بغض النظر عن النضج أو السن لسبب سوف أشرحه لك، فى هذه الروايه تم مزج ثلاث روايات بتقطيع جميل وبإستخدام أسلوب تيار الوعى
الاولى هى فرجينيا وولف نفسها قبل ساعات من إنتحارها و
الثانيه مس دلواوى بطله روايه لفرجينيا وولف فى روايه تحمل نفس الاسم و الثالثه سيده تعيش فى الوقت الحاضر
تحمل نفس سمات ومشاعر فرجينيا ومس دلواوى
أخبرنى الروائى الكبير صنع الله ابراهيم إن سر جمال تيار الوعى عند فرجينيا إن الروايه تبدأ وتنتهى بنفس الاسلوب
وهو ما تأكد بعد ذلك فى روايتها نحو الفنار بمعنى أن الكتاب الان يستخدموا هذا الاسلوب كتقنيات فى كتاباتهم بجانب السرد والحوار
المهم
مما سبق ومما ستقرأين باقى رواياتها الممتعه( غرفه تخص المرء وحده ليست روايه إنما مجرد محاضره) الروايه أبدع من هذا بكثير ، بغض النظر عن رأيك فيهم أنهم مجانين ومتغطرسين
ستكتشفين إنها ليست مجنونه هى فقط مختلفه ومرهفه الحس
نصيحه أخيره تحرى المترجمين للأعمل فرجينيا
أو فلنقل اقرئيها بلغتها كما فعلت مع مس دلوواى مع إنى أمتلك ترجمه عبد الرحمن بدوى الرائعه لها
سلامى
بالنسبه للنضج والسن
فقد تقرأى روايه ولا تفهمى منها شئ الان وبعد سنوات لو أعدت قرائتها ستكتشفين الكثير وهكذا دواليك
قرأت عن أنيس منصور أن هناك فائده كبرى خدمها بها أهله عندما حفظوه القرأن الكريم وهو صغير ولم يفهم منه
شيئاو مع أستمرار حياته و كبره ونضجه تكشف له معانى توالت فى إدراكه
السلام عليكم
ردحذفانا حقيقي سعيد بالمدونة الجميلة الجديدة. للان خلال بحثي في المدونات لم اقرأ مدونة مثلها رائعة فعلا حيث انني جديد في هذا العالم وشكر ا
سؤال ليه الوظيفة متشرد وشكرا
فاوست...
ردحذففيلم ستيفن ديلدري المأخوذ عن رواية مايكل كننغام شهير، ويزيده شهرة حصول نيكول كيدمان على أوسكار أفضل ممثلة لتجسيدها دور فرجينيا وولف - وبغض النظر عن جودة الأداء من عدمه، فإن أي ممثلٍ يؤدي دوراً لشخصية حقيقية يفوز بالأوسكار متفوقاً على رفاقه -. غير أن هذه رؤية ديلدري لرؤية كننغام عن انتحار وولف، وغير رؤيتيهما توجد رؤىً ورؤى.
بالنسبة للرواية، فقد قرأتها منذ زمن، مع روايات فرجينيا وولف. كتبت سابقاً تدوينة بعنوان: "أنا، أفلاطون، والرقابة!.."، وتحدثت فيها عن مجموعة فرجينيا وولف. من الصعب تكوين مجموعة لشخص لم نقرأ له ولم نعرف عنه شيئاً.
تيار الوعي أسلوب في الكتابة ظهر في القرن العشرين، وخمدت ناره لفترة، قبل أن يأتي كتاب مثل كازوو إيشيغيرو صاحب "بقايا النهار" التي أخبرتك عنها سابقاً لينفضوا عنه رماده.
الواقع أن تيار الوعي يمثل نوعاً من التداعي الذاتي للأفكار الذي ينطلق من نقطة في الزمان والمكان ليمتد خارج حدود الزمان والمكان القابلة للقياس ثم يعود إلى نفس النقطة، في مثالٍ واضح على السرد بالقيم الذي تحدث عنه إي. إم. فورستر. وجمال أسلوب وولف يعتمد على جمع دقيقات شخوصها ببراعة، وتشظية الزمان والمكان، واللغة.
أعرف أن "غرفة تخص المرء" ليس رواية بل محاضرة، فالرواية ليست أبداً (مانفستو)، غير أن هذا لا ينفي القيمة الاستثنائية للكتاب.
فرجينيا وولف مجنونة في التصنيف الشعبي، والجنون لا يعيبها، سأقتبس عبارة من مؤلف عالم أكلة الموت: "الجنون ألا تكون مجنوناً." سلفادور دالي قال ذات مرة: "آن لنا أن نفهم الفوضى." أن نفهم الفوضى، وندرك ماهية الجنون. مجانين أو غرباء الأطوار، يظل التصنيف الأكثر شعبية وشهرة للكتاب، التصنيف الذي يحاول المحللون النفسيون المحدثون حرمانهم منه لحبسهم في (أمراض) و(اضطرابات) محددة ينبغي علاجهم منها كثنائية القطبية، أو التوحد، أو غير ذلك.
النضج والسن ليسا مرتبطين أبداً. السنين تُعلم الإنسان، لكنه لا ينضج بالضرورة لهذا التعليم.
شكراً جزيلاً لنصائحك.
تحياتي القلبية..
صيحة البجعة...
ردحذفوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
أنا أسعد بإطرائك الرقيق، وبإعجابك بالمدونة.
شكراً لزيارتك، ومرحباً بك مجدداً دائماً.
بالنسبة لسؤالك.
Vagabond تعني أكثر من مجرد متشرد. تعني عاطلاً عن العمل، رحالة بلا هدف، شخصاً في رحلة دائمة، لا يملك عنواناً ثابتاً، ولا عملاً ثابتاً. شخصاً لا يفهم الآخرون رحلته الخاصة الخرافية.
Vagabond هي تهمة الروائيين غالباً.
تحياتي القلبية..
مره ثانيه تحاولين إثبات ان الروائيين مجانين ، وإن الجنون لا يعيب
ردحذفمع ان أكتب القصه بشكل متواضع بشكل ما، إلا إنى لا أحب التفكير فى أنهم مجانين
هند
كم أنا بائس فى العيش بينهم
أنا لم أقل أبداً أن الروائيين - جميعاً - مجانين، بل قلت أن الأدباء صنفٌ يحمل بذور فنائه فيه.
ردحذفاعتراضي يأتي على محاولة المحللين النفسيين المحدثين تصنيف الأدباء (مرضياً) بدل تركهم في تصنيف (غرباء الأطوار) الذي شاع عنهم لقرونٍ طويلة، أو تصنيف (المجانين) الشعبي حتى. وفق النظرة الحديثة للتحليل النفسي، يُعد الإبداع مرضاً ينبغي العلاج منه، لا تفرداً.
للروائي عالمه الخاص الذي يعيش فيه بسلام، أو - على الأقل - في حالة هُدنة مع شياطينه الخاصة. كثرة الغرباء تدمر هذا العالم.
لا ينطبق الأمر على الجميع، فمن الروائيين من يعملون وكلاء علاقاتٍ عامة، وأولئك - نوعاً ما - يبتعدون عن الإبداع ليتحولوا إلى أشكالٍ بطريركية تحتضن تحت أجنحتها ورؤوسها كل من يصغرونهم سناً لتحويل الإبداع إلى شيء أشبه بحلقة المريدين حول شيخهم. هؤلاء، لا أعتبرهم - شخصياً - روائيين.
هل أنت متاكدٌ حقاً من أنك تعيش بين روائيين؟
لو كانوا كذلك حقاً، أعانك الله.
الكاتب الكبير فتحى امبابى قالى لى عندما حكيت له عنك وأنك من اليمنقال: خلى بالك اليمنيين دول أذكياء جداو مثقفين جدا
ردحذفبس يا هند خلى عندك إحساس بالدعابه شويه ، دى بقى تبقى حاجه عندنا نقوم بها قهر الحياه
طيب يا طه!
ردحذففاضحني في كل حتة!
تسلم ويسلم الكاتب الكبير فتحي امبابي على الإطراء الرقيق.
لكن، يظهر إنك لم تقرأ تدوينة التناحة. كنت ستسحب النقطة المتعلقة بالذكاء.
المشكلة هي أن حس الدعابة عندي متهكم، من الصعب أن يميز الآخرون متى أسخر، أو أتكلم بشكلٍ فكاهي لأن ذلك لا يظهر أبداً في تعبيراتي.
لكنني أقدر دائماً النكتة الجيدة.
المشكله لما أحب أكتب أسمك فى التعليق لازم يعنى أحول إنجليزى عشان أكتب الحروف اللاتينى
ردحذفهههههههههههههااااااااااااااا
وسوف أقرأ تدوينه التناحه
ههههههههااااااااااا
هاه
ردحذف