28 مايو 2008

الرابع: هذه كلماتٌ كثيرة!


(يرتبط هذا السبب – كالثالث – بمسابقة الرواية القومية الأمريكية NaNoWriMo)
تسعى مسابقة رواية في شهر القومية الأمريكية إلى رواية من خمسين كيلو كلمات، لكنهم يعترفون أن الخمسين كيلو كلمات روايةٌ قصيرة أكثر منها رواية – حيث أنها تكون مائة وخمسة وسبعين صفحة). بينما تزن رواية أكثر نمطية على تسعين كيلو كلمات تقريباً. ويتجاوز ستيفن كنغ عادة مائتي كيلو.
هذه كلماتٌ كثيرة! كم سيستغرقك كتابة خمسين إلى تسعين كيلو كلمات، حتى لو لم تكن مهتماً بالنوعية؟
تحتاج مسابقة الرواية القومية إلى متوسط كلماتٍ قدره 1666.666في اليوم. وعلى الأرجح، لم تكتب هذا العدد من الكلمات منذ أنهيت امتحان اللغة الإنكليزية في المدرسة الثانوية. واقعياً، ستحتاج من ساعتين إلى ثلاث يومياً لتكتب هذا القدر، أي تسعين ساعة في الشهر، ما يعادل أسبوعي عمل.
إذا كنت تمتلك هذا القدر من الوقت، فأنت تحتاج إلى هواية أفضل. فحتى لو حققت ذلك، ستكون قد أهلكت نفسك لتنتج مسودة أولية لنصف رواية! مرحى!

شون لندسي، 1 نوفمبر 2006
Reason #4: That's A Lot Of Words

تعليق: أكثر من اللازم!
يعود هذا السبب – أيضاً – إلى البحث في تعريف الرواية. هل الرواية نصٌ مكتوبٌ يُعرف بعدد الكلمات؟
ألفٌ وستمائة وستٌ وستون كلمةً في اليوم لإنجاز روايةٍ من خمسين ألف كلمةٍ في شهر، والحصيلة ليست غير هُراء ممتد على خمسين كيلو كلماتٍ!
كثيرٌ من الروائيين الكبار يجدون أنفسهم في حالة توتر مستمرة عندما يتعلق الأمر باللغة، ففيها الكثير من الأحمال الثقيلة التي ينبغي التحرر منها. غابرييل غارسيا ماركيز يكره الأحوال ويحاول تجنبها ما استطاع لأنها صناعيةٌ برأيه. يشتكي غيره من حروف الجر، وآخرون من أدوات الربط والمفاعيل المطلقة. ويضع شكسبير الأمر ببساطة حين يقول أنه سيغير العالم بثلاثة آلاف كلمةٍ فقط!
البلاغة في الإيجاز، لكن التلامذة المعتادين على حشو أوراق التعبير - أو الإنشاء - في امتحان اللغة العربية بأي شيء ليزيدوا عدد الأوراق فيقتنع المصحح بقدراتهم ويهبهم العلامات، يصبحون كُتاباً فاشلين يميتون أوراقاً بريئة بكيلومتراتٍ من هراء خيرٌ منه كلام المجانين الذي يشتكي منه روائيون كجورج أورويل!

هناك تعليقان (2):

  1. التكثيف فعلا في بعض مواطن الرواية يسبغها بسحر خاص لذيذ :)

    ردحذف
  2. بالتأكيد يفعل.
    الثرثرة مجرد ترهلٍ زائد، أو محاولة لابتزاز الناشر، وإملال القارئ.

    ردحذف