27 أبريل 2008

الأول: أنت لا تشتري كتباً!

كم كتاباً اشتريت في السنوات الخمس الماضية؟
خمن، ثم استبعد الكتب التي تقع في أحد التصنيفات التالية:
  • غير الخيالية
  • الهدايا
  • الكتب التي تباع في التصفية
  • الكتب المستعملة
  • كتب المشاهير (التي يكتبها عنهم كاتب شبح)
  • المنشورة قبل 2001
إذا كان مجموع الكتب المتبقية قد أصبح صفراً، تخلَ عن عبث أن تكون كاتباً منشوراً. فوراً.
إذا بقيت لك كتبٌ بعد الاستبعاد، واصل الاستبعاد:
  • المؤلفون المكرسون (قبل 2001)
  • أي شيء منشور وقد كُتب عليه (الأفضل مبيعاً) أو (أوبرا)
  • الكتب التي أوصى بها صديق أو فردٌ في العائلة
  • أي شيء لمؤلف تعرفه شخصياً
إذا تبقت لك كتبٌ بعد هذا الاستبعاد، تهانينا. انتقل إلى السبب الثاني.

إذا لم تخاطر بالمراهنة على كاتبٍ جديد وغير مثبت في السنوات الخمس الأخيرة، فلماذا – بحق الجحيم – تفترض أنه سيوجد من سيُخاطر باقتناء كتابٍ لك أنت؟

شون لندسي، 30 أكتوبر 2006
Reason #1: You Don't Buy Books

تعليق: ليس ثمة موجبٌ للدهشة!
باعتبار أننا حالياً في عام 2008، ينبغي أن يكون التساؤل عن الكتب المنشورة قبل 2003، والكتاب المكرسين قبل هذا العام. تبقى الفكرة واحدة في جميع الأحوال، فإذا لم يُخاطر المرء باقتناء كتابٍ لكاتبٍ جديد لم يثبت بعد أنه موهوب، أو مُعترفٌ به نقدياً، كيف يعتقد أن هناك من سيقرأ له؟
السبب الأول من أسباب التوقف عن الكتابة ليس اكتشافاً جديداً أو مفاجئاً، ولكونه أول سببٍ ما يُبرره، فمنذ زمنٍ والكُتاب الجدد يتهمون الكتاب الكبار بأنهم يجافونهم، ويتذمرون من عداء الجمهور لهم. لكن، في ظل ظروفٍ معيشية تزداد صعوبة من يومٍ لآخر، يصبح الكتاب - شيئاً فشيئاً - سلعة كمالية ينبغي الحرص عند اقتنائها، فاقتناء كتابٍ رديء يشبه رمي المال في القمامة، وعندها يكون الأسلم الالتزام باقتناء كتبٍ لكتابٍ معروفين كضمانة على جودة المنتج. الاقتناء لاسمٍ (يبيع) مثل غابرييل غارسيا ماركيز، إيزابيل أليندي، نجيب محفوظ. أو كتابٍ (يبيع) لأسبابٍ عديدة: مصادرة، إهدار دم الكاتب، ضجة عالمية تثار حوله، فيلمٌ ينتج عنه. وفي الغالب، فإن الاتجاه في السوق العربية هو تفضيل الكتب الأجنبية، بالإنكليزية أحياناً – مكتوبة بها أصلاً أو مترجمة إليها عن لغاتٍ أخرى – مع تجاهلٍ تام لأي ترجمة عربية بغض النظر عن جودتها. وعندما يحاول قراء الكتب الأجنبية الكتابة، يكتبون بشبه عربية كسيحة، لأنهم لا يقرأون بها، سواء ما كتب بها أصلاً، أو نُقل إليها عن لغةٍ أخرى.
كلٌ يقرأ لسببه الخاص، أو أسبابه الخاصة، ومن النادر أن يكون ضمن أسباب القراءة التعرف على كاتبٍ جديدٍ لم ينصح به أحد، ولم يسمع به أحد قبلاً. القراءة ليست مرادفاً للثقافة، والثقافة ليست مرادفاً للشجاعة، والشجاعة ليست مرادفاً للتهور الذي يقود المرء إلى المقامرة بمالٍ شحيحٍ لشراء كتابٍ جديدٍ بائس لكاتبٍ يحاول أن يتهجى مفردات العالم خارجه قبل أن يتهجى عالمه.

هناك 8 تعليقات:

  1. هند ماذا تعنين بالكتاب المكرسين؟

    بانتظار بقية الأسباب :)

    ردحذف
  2. الكتاب الذين ثبتوا أقدامهم في الساحة الأدبية. نشروا أشياء، وترددت أسماؤهم في التجمعات الأدبية. بغض النظر عن كون تكريسهم ككتاب راجعاً إلى موهبتهم في الكتابة، أو إلى موهبتهم في العلاقات العامة، أو إلى لعبة (ضرب اسمٍ باسم) التي يمارسها البعض، أو إلى دعاية مفرطة من دار نشرٍ أو جريدة أو جماعة.

    وبقية الأسباب تأتي قريباً بإذن الله.

    ردحذف
  3. واصلى الرد عليه
    أنت ِلها

    ردحذف
  4. قد تكون الاسباب العديده التى ذكرتيها صحيحه لشراء الكتب لكنى أعتقد - ويشاركنى هذا الاعتقاد الكثيريون - ان البقاء للأفضل .القارئ بطبيعته ذكى - بغض النظر عن اليمن أو مصر - من يخدعه مره يعرفه بقيه المرات


    وهناك تجمعات للمثقفين تنشر ببينهم الشائعه الصادقه السريه عن هذا الكتاب أو هذا الكاتب
    وبهم من نثق فى ذائقتهم الادبيه
    والاعلام والندوات وحفلات التوقيع و....
    وسلسله من دار نشر معينه محترمه
    ويكون الكاتب صاحب بلوج يدعوا الناس من خلاله أو بروفيل على الفيسبوك

    أسباب أخرى لقراءه كاتب جديد لا ينصح أحد به

    ردحذف
  5. فاوست...
    كما قلت، الجمهور ذكي ويعرف من يخدعه ومن يملك الموهبة الحقيقية.
    (مع أنني أعتقد أن الجمهور فريسة للتضليل معظم الأحيان.)
    السبب الأول لا يتحدث عن الدعاية للكتاب الجدد، أو نشر التوصيات بشأن الكتب الجيدة، بل يقصد أن يسأل:
    هل ستغامر بشراء كتابٍ جديدٍ تماماً لكاتبٍ جديدٍ لم تسمع به قبلاً، ولم ينصحك أحدٌ به، ولم تقرأ مدونته أو صفحته على الفيس بوك؟
    كل أشكال الإعلان عن الكتاب تُعد نصيحة به، وعليه فإنها تندرج في قائمة الاستبعاد.
    بالمناسبة، الطريق الأقصر لثنيي عن قراءة كتاب هي ثرثرة الكاتب بشأنه في مدونته أو صفحته الخاصة. أن يكون للمرء كتابٌ مطبوع شيء مفرح، لكن أحداً لا يأتمن بائع الخيل على أصالة الخيل.
    ملاحظة:
    أواصل الرد على من بالتحديد؟
    تحياتي القلبية فاوست..

    ردحذف
  6. يقصد واصلي الرد عليه يا هند نياهاهاهاه :)

    ردحذف
  7. على ما فهمت يا أحمد، أنت وفاوست تقصدان:(اديله على دماغه)، وصاحب الدماغ المذكورة هو شون لندسي.
    هل هذا صحيح؟
    أنا مسالمة. لا أضحك ضحكات شريرةً كضحكة مفستوفيليس في قلب الجحيم، ولا أضرب أحداً على أم رأسه، أو حتى أرد عليه.
    أنا - بمنتهى المُسالمة - أُعلق. فقط!

    ردحذف
  8. ربما أتيت متأخرا للغاية..لكن لايهم..المسألة ومافيها إني التقطت 101 سبب للتوقف عن الكتابة من عند فاوست، ولأنه صديق شخصي وأثق فيما يكتبه عن الآخرين في مدونته، فقد وجدتها فرصة لقراءة البوست والحوار اللي عليه، ولن أخفي أنني شعرت بأن هناك خلف هذا الحوار مجموعة ممتازة من المثقفين.
    المهم لو فاوست ماكتبش عنك ماكنتش قريت، يعني بتتدخل الصداقة أحيانا والعلاقات، بس لو ماكانش عجبني الكلام اللي مكتوب ماكنتش سألت بعد كده وندمت إني دخلت المدونة من الأصل، لذلك اسمحي بوجوجد مساحة من ذلك، لن يستطيع الكاتب أن يخدع القارئ طويلا، سيخدعه بعض الوقت، ولكن ليس طول الوقت، الكتاب الجيد سيثبت مع الأيام جودته، الدعاية والإعلان عن الكتب غير مجدي إذا أثبت الكتاب فشله، بعض الكتاب يتخيل أن المسألة مسألة صناعة ذوق السوق، لكن للأسف هذا وهم كامل، أنا معك تماما ومع الأصدقاء المتحاورين، الكتابة الجيدة مع الوقت ستثبت نفسها، بعض الدعاية لاتضر، ستنفع أكيد وستكون في صالح العمل إذا كان العمل جيد، المشكلة بقى في من يكتب ويظن أن كتابته جيده، ويقنع العالم أنها جيده والكل عارف إنهامضروبة في الخلاط..عموما هكذا الحياة وهكذالكتابة "من لايريد أن يعيش من لايريد أن يكتب" أو " دلني على من لايريد أن يعيش أدلك على من لايريد أن يكتب".
    خالص تحياتي استمتعت بالبوست والحوار الجميل.

    ردحذف